وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد، بالقول: "المصطلح الأول هو الأقرب إلى أن يكون أو يتحقق بنسبة ما، أما المصطلح الثاني وهو قضية الوصول إلى حل سياسي شامل، بمعنى الاتفاق على مفردات وتفاصيل الدولة والذهاب إلى انتخابات والمضي بالخارطة التي رسمتها الأمم المتحدة بالتعاون مع بعض الدول الإقليمية".
وأردف الشميري، قائلا: "الخارطة التي تم الإعلان عنها من قبل مبعوث الأمين العام إلى اليمن، هانس غرونبرغ، تنص على ثلاث مراحل، تبدأ المرحلة الأولى بستة أشهر، ثم المرحلة الثانية سنتين، ثم المرحلة الثالثة سنتين أخرتين، فيكون مجموع المراحل الثلاث خمسة سنوات، للمضي في مسار الحل الشامل، وأعتقد أن هذا الحل بعيد وممتنع".
وتابع الشميري: "في نفس الوقت نجد أن هناك مصلحة لكل الأطراف الإقليمية كدول الخليج وإيران كطرفين رئيسيين في المعادلة، والشرعية والحوثي وأمريكا والدول الراعية والصين وروسيا، كل هذه الأطراف المتضاربة المصالح لها مصلحة في تسكين وتبريد القضية اليمنية بوقف إطلاق النار وتهيئة الظروف والأجواء في البحر الأحمر، ومنع القرصنة التي تقوم بها ميليشيات الحوثي(أنصار الله)".
وأشار الشميري إلى أن "هذا الأمر بلا شك سينعكس على تسارع الخطى في عمل حل لوقف إطلاق النار، لكن ستتعثر العملية في مرحلتها الأولى أو الثانية في المضي في موضوع السلام الشامل".
وحول مدى ارتباط السلام في اليمن بالحرب في غزة، يقول الشميري: "على الإطلاق الأمر ليس مرتبطا بالحرب في غزة، موضوع غزة أتى كعارض، وفي الحقيقة لا يشكل موضوع غزة صلب القضية اليمنية لا من قريب ولا من بعيد، حتى وإن كان يروج له إعلاميا وسياسيا، وموضوع تهديد الملاحة في البحر الأحمر ليس جديدا، فقد كانت هناك عملية زراعة ألغام وتحركات من قبل، ولكن زادت الوتيرة من جانب الحوثيين وأيضا من الطرف المقابل المتمثل في القوى الدولية بأنه عمل على أن يكون متواجدا في البحر الأحمر، وكانت نتيجته ما حصل من إغراق ثلاث زوارق حربية من قبل التحالف اليوم في البحر الأحمر".
وأوضح المحلل السياسي اليمني، أن "كل الشواهد على الأرض تشير إلى أن البحر الأحمر ربما يشهد مواجهة طفيفة لمدة شهر أو شهرين، لكن سيتم إحكام القبضة عليه لأن هذا الأمر سهل بالنسبة للقوى الدولية في مقابل زوارق حربية أو صواريخ من هنا وهناك".
ومضى، قائلا: "قضية السلام ليست لها علاقة بغزة، بل إنها تتعلق بطبيعة الأطماع والمصالح والتشابكات وطول الحرب والتباينات اليمنية، وكذلك الصراع في المنطقة ورغبة البعض في إبقاء اليمن ورقة ابتزاز إقليمية ورغبة في مصالحه وإخضاع المكونات اليمنية لسيطرته".
واختتم الشميري، بالقول: "كل هذه التشابكات والمصالح الإقليمية وعدم الرغبة لكثير من الأطراف في اليمن في الوصول إلى حل نهائي، هو العائق الحقيقي لعدم اكتمال عملية سلام أو نجاحها، أما حرب غزة تأتيك كعارض طارئ و تلقي بظلالها ولكن في الهامش وليس في المتن".
وأعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، في وقت سابق من يوم أمس الأحد، أن "قوات العدو الأمريكي اعتدت على 3 زوارق، مما أدى إلى مقتل 10 من قوات البحرية اليمنية".
وقال المتحدث العسكري باسم "أنصار الله"، العميد يحيى سريع، في بيان له، إن "القوات الأمريكية تتحمل تبعات استهداف زوارق قواتنا في البحر الأحمر"، مضيفا أن "تحركات القوات الأمريكية في البحر الأحمر، لحماية السفن الإسرائيلية لن تمنعنا من نصرة أهلنا في غزة".
وفي وقت سابق، ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في البحر الأحمر، أحبطت هجوما على سفينة قبالة سواحل اليمن.
وأضافت الهيئة أنه "قد ورد بلاغ من إحدى السفن حول تعرضها لهجوم من قبل 3 قوارب صغيرة على جانب الميناء، وتم تبادل لإطلاق النار".
بدورها، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، إغراق زوارق لجماعة "أنصار الله" اليمنية، ومقتل طواقمها أثناء مهاجمتها سفينة شحن تجارية قبالة سواحل اليمن جنوب البحر الأحمر.
وتصاعد التوتر جنوب البحر الأحمر، بعدما أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية استهداف سفن تقول إن "لها صلة بإسرائيل أو متجهة إليها أو قادمة منها، ردًا على الحرب الدائرة في قطاع غزة"، بحسب قولها.
وأعلنت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، تشكيل تحالف دولي للتصدي لهجمات "أنصار الله" في البحر الأحمر.
وتضم القوة 10 دول هي: الولايات المتحدة وبريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.
وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، السبت الماضي، توصل أطراف الصراع في اليمن إلى الاتفاق على مجموعة من التدابير، تشمل التزامهم بتنفيذ وقف لإطلاق النار في عموم اليمن، والاستعداد لاستئناف العملية السياسية، بحسب قوله.
وجاء في بيان للبعثة الأممية لليمن: "بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط، بما في ذلك مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، وكبير مفاوضي جماعة "أنصار الله" اليمنية، محمد عبد السلام، رحب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة".
وأضاف البيان: "سيعمل المبعوث الأممي مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها".
ويشهد اليمن، للعام التاسع تواليا، صراعا مستمرا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله"، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، بحياة الآلاف، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.