ونشرت "سبوتنيك"، النسخة الإنجليزية، تقريرا حول أبرز التغيرات النووية التي حدثت في العالم في العام الماضي، وكان أبرزها التراجع في الالتزامات الدولية الخاصة بالحد من الانتشار النووي.
ففي ذلك العام علقت روسيا مشاركتها في معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية "نيو ستارت" متهمة الولايات المتحدة بعدم الالتزام بها، وهو الأمر الذي زاد حجم المخاطر النووية في العالم خاصة في ظل الأزمة الأوكرانية، حسبما قال نيكولاي سوكوف، زميل بارز في مركز فيينا لنزع السلاح ومنع الانتشار النووي.
ونقلت "سبوتنيك" عن سوكوف قوله إن التهديدات النووية بلغت أعلى مستوياتها منذ عام 1962، كما ألغت روسيا التصديق على معاهدة الحظرالشامل للتجارب النووية، بسبب رفض واشنطن التصديق عليها.
ويقول "إم في رامانا"، مدير معهد ليو للقضايا العالمية بجامعة كولومبيا البريطانية، إن هناك احتمالات لا تزال قائمة لحدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين موسكو وواشنطن.
كما شهد عام 2023، وضع روسيا لأسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا وفقا لاتفاق ثنائي، أكدت موسكو أن ذلك لا ينتهك التزاماتها المتعلقة بالحد من الأسلحة النووية، لكنه يأتي ضمن ردها على الوجود المتزايد للأسلحة النووية الأمريكية في دول حلف شمال الأطلسي "الناتو".
كما كشفت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت خطط خاصة بإنشاء مخازن نووية في قاعدة تابعة لها في بريطانيا، وهي الخطوة التي نددت بها روسيا.
وفي 2023 أيضا، خصصت الإدارة الأمريكية نحو 38 مليار دولار لتحديث مؤسساتها النووية وخاصة قنابل "بي - 61" التكتيكية.
وتمتلك روسيا ترسانة مخيفة من الصواريخ النووية أبرزها صواريخ "سارمات" الاستراتيجية التي تم وضعها في الخدمة القتالية في 2023.
وفيما يخص الصين، التي تمثل قوة نووية محورية في العالم، فقد أشارت تقارير بالكونغرس الأمريكي إلى أن الصين تمتلك 500 رأس نووي، ومن المتوقع أن تتضاعف ترسانتها النووية خلال الأعوام المقبلة، في ذات الوقت الذي تواجه فيه بكين اتهامات أمريكية بعدم وجود شفافية حول برنامجها النووي.
وأشار التقرير إلى أن وجود الصين كلاعب نووي محوري جعل العالم رهن ما يمكن أن يوصف بـ"المثلث النووي"، الذي يضم روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن هذا الوضع يمكن أن يقود لسباق نووي أكثر خطورة مما كان عليه الوضع بين واشنطن وموسكو.
يذكر أن العالم يوجد به 9 دول نووية يعترف 5 منها بامتلاك السلاح النووي رسميا وهي روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى 4 دول لا تعترف بامتلاك السلاح النووي وهي إسرائيل والهند وباكستان وكوريا الشمالية.
ويقدر عدد الرؤوس النووية في العالم بنحو 12 ألف رأس نووي، تمتلك روسيا والولايات المتحدة الأمريكية نحو 90 في المئة منها.
معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية
© Sputnik