وقالت صحيفة "معاريف"، في تحليل للكاتب موشيه نستلباوم، نشرته اليوم الثلاثاء: "لن يتفاجأ أحد إذا أصبح غالانت، أول عضو كنيست من "الليكود" ينضم إلى (رئيس "المعسكر الرسمي" بيني) غانتس، ويؤدي إلى الإطاحة بحكومة نتنياهو. سيكون هذا انتقامه اللذيذ".
وأضاف نستلباوم: "ليس من الواضح من منهم يكره الآخر أكثر، نتنياهو أم غالانت. هناك الكثير من العداء بين الاثنين، وباستثناء علاقة العمل الصحيحة، لا توجد علاقة شخصية بينهما".
وتابع: "في نهاية شهر مارس (آذار) من العام الماضي، استدعى نتنياهو غالانت، إلى مكتبه لإجراء محادثة قصيرة، وأبلغه بإقالته، بعد يوم من دعوة وزير الدفاع إلى وقف التشريع القانوني. وأوضح نتنياهو لغالانت أنه لا يثق به. ويستمر انعدام الثقة الذي نشأ بين الاثنين حتى يومنا هذا. قام نتنياهو بالإطاحة بغالانت، لكنه لم يرسل له خطاب إقالة قط. وبعد أقل من شهر من إقالته، أبلغ نتنياهو غالانت بعودته الكاملة إلى المنصب. غالانت لم ينس ولم يغفر. وعلاقات العمل، التي عرفت صعودا وهبوطا، وصلت إلى أدنى مستوى".
وذكّر نستلباوم أنه "في الأشهر التسعة التي روّج فيها نتنياهو، للانقلاب القضائي الذي أخرج الآلاف من الناس إلى الشوارع للتظاهر، أرسل غالانت، رسائل لنتنياهو، يحذره فيها من التداعيات الأمنية للتشريع، بما في ذلك فقدان الردع. لم يعتبر نتنياهو غالانت قط رجلًا محل ثقته. ويشتبه مسؤولون في "الليكود" في قيامه بالتسريبات، في حين أن الشبهة لم تنسب مباشرة إلى مكتب رئيس الوزراء، لكن لا شك في من يقف وراءها".
وبحسب الكاتب الإسرائيلي، لا يستطيع نتنياهو ألا يشعر بأن غالانت لا يحبه ولا يصدقه، مشيرا إلى أن "وزير الدفاع قد اختار، ربما لأسباب تكتيكية، عدم الكشف عن رسائل التحذير التي أرسلها إلى نتنياهو، بعد حرب 7 أكتوبر، لكن إذا تم تشكيل لجنة تحقيق رسمية بعد الحرب، سيكون بإمكان غالانت أن يعرض عليها ما كتبه لرئيس الوزراء".
بالنسبة لنتنياهو، فإن غالانت لم يكن ليعود إلى وزارة الدفاع بعد إقالته لو كان لديه خيار آخر، وعرض منصب وزير الدفاع على وزير الزراعة آفي ديختر، رئيس الشاباك (جهاز الأمن العام) السابق، الذي لم يقبل العرض، بحسب قول الكاتب.
وقال نستلباوم: "إذا كان ديختر، على استعداد للعمل في هذا المنصب، فمن المشكوك فيه للغاية أن نتنياهو كان سيعرض على غالانت، منصبًا آخر في حكومته. ومن الواضح لغالانت أنه كان خيارا اضطراريا في حكومة نتنياهو. وعلى الرغم من ذلك، يختار رئيس الوزراء خلق انطباع خاطئ لدى الجمهور بأن علاقته مع وزير الدفاع جيدة. يعلم غالانت أنه بالنسبة لنتنياهو، فهو يشغل المنصب في الوقت الضائع".
وبحسب الكاتب الإسرائيلي، هذه ليست المرة الأولى التي ينكشف فيها الخلاف بين الاثنين للعامة، وخلافا للظهور المشترك السابق في المؤتمرات الصحفية، يفضل غالانت الآن عدم الظهور إلى جانب رئيس الوزراء، مضيفا: "من المحتمل أنه يفعل ذلك لأنه لا يتفق مع كلام رئيس الوزراء، ومن المحتمل أنه يفكر في الانفصال عن نتنياهو سياسياً والتحالف مع غانتس عندما يحين الوقت".
ومساء السبت الماضي، تقدم مكتب رئيس الوزراء باقتراح لمكتبي الوزيرين غالانت وغانتس لعقد مؤتمر صحفي مشترك، لكن الاثنين رفضا ذلك.
وقبل نحو شهر، عندما سئل نتنياهو، في مؤتمر صحفي عقده بشكل منفصل أيضا، لماذا قرر هو ووزير الدفاع الإدلاء بتصريحات منفصلة، أجاب: "اقترحت عقد مؤتمر صحفي مشترك الليلة، وقد اختار هو (غالانت) ما اختار".
واعتبر نستلباوم، أنه من المستحيل عدم ملاحظة تحسن العلاقات بين الوزيرين غالانت وغانتس، حيث يتصافح الاثنان بحرارة في نهاية كل مؤتمر صحفي، وعندما يمران برئيس الوزراء في طريق الخروج من القاعة يحرصان على مصافحته، لكن لغة جسدهما توحي بأن اليد الممدودة لنتنياهو ليست سوى للمجاملة.
وأردف الكاتب، بالقول إن خبراء لغة الجسد سيلاحظون أن أيًا من الثلاثة لا ينظر إلى الآخر في عينيه، مختتما مقاله، بالقول: "لن يتفاجأ أحد إذا أصبح الوزير غالانت أول عضو كنيست من الليكود ينضم إلى حزب بيني غانتس، ويؤدي إلى الإطاحة بحكومة نتنياهو. سيكون هذا الانتقام اللذيذ لغالانت".