توترات البحر الأحمر تنذر بحرب واسعة النطاق.. ما المسارات المرتقبة؟

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتعدد الجبهات، توشك الأوضاع في المنطقة على الخروج عن السيطرة.
Sputnik
وفي وقت سابق قالت تقارير إيرانية، إن طهران حركت مدمرة وسفينة حربية نحو البحر الأحمر للتمركز قرب مضيق باب المندب، وذلك غداة اشتباك بحري أمريكي حوثي غربي الحديدة. وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية بأن المدمرة مزودة بصواريخ كروز بحرية بعيدة المدى.
وأفادت الوكالة على حسابها على منصة "إكس" بأن المدمرة القتالية وبرفقة سفينة "بوشهر" العسكرية تقتربان من البحر الأحمر للاستقرار قرب مضيق باب المندب.
"ميرسك" تعلق حركة سفنها في البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى
وأعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، أمس الأحد، أن "قوات العدو الأمريكي اعتدت على 3 زوارق، ما أدى إلى مقتل 10 من قوات البحرية اليمنية".
ضبابية المشهد الأمني
ويرى خبيران أن التطورات في المنطقة لا يمكن التنبؤ بها، في ظل ضبابية المشهد الأمني والسياسي العالمي.
وفق الآراء الواردة على لسان الخبيرين فإن واشنطن استغلت الأحداث في غزة منذ 7 أكتوبر لتطويع الأمور وفق مصالحها، وزيادة التوتر في المنطقة من أجل مصالحها الخاصة.
وفي وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول 2023، أعلنت القوّات البحرية في الحرس الثوري الإيراني، أن "حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور" غادرت الخليج ومضيق هرمز بعد أن كانت تحت المراقبة الشاملة للقوات البحرية للحرس الثوري".
وقال قائد القوات البحرية في الحرس الثوري، الأدميرال علي رضا تنكسيري، إن "حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور" أجابت على جميع الأسئلة والمعلومات التي طلبها مقر الإشراف في مضيق هرمز وخضعت لإجراءات المراقبة والسيطرة كافة للقوات الإيرانية، حسب وكالة "مهر" الإيرانية.
ضبابية المشهد
يقول العميد عبد الله العسيري الخبير العسكري السعودي، إنه من الصعوبة التوقع حيال السيناريوهات المستقبلية في المنطقة نظرا لضبابية الأوضاع الأمنية والسياسية الإقليمية العالمية.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن إطالة حرب إسرائيل في غزة، وعدم تحقيق أهدافها حتى الآن جعل من حلفاء إسرائيل بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تمديد وجودها في جنوب البحر الأحمر، بالإضافة إلى وجود قواتها البحرية في البحر المتوسط منذ بداية العمليات الإسرائيلية العسكرية في غزة.
إعلام: أنباء عن هجوم من "أنصار الله" على سفينة أمريكية في البحر الأحمر... ومصدر في الجماعة ينفي
وتابع: "دفع الواقع الحالي واشنطن لتأسيس قوة بحرية في جنوب البحر الأحمر، خوفا من تمدد الصراع العسكري خارج حدود غزة".
ويرى أن إرسال المدمرة الإيرانية إلى البحر الأحمر، لا يعدو كونه "استعراض قوة" واستعطافا بأن لها دورا في مقاومة الهيمنة الغربية. مستبعدا أي أثر للخطوة.
التحرك العربي
وأشار إلى ضرورة التحرك العربي الإسلامي والدولي للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لحث إسرائيل على وقف جرائمها العسكرية في غزة، والعودة للتفاوض على تأسيس دولتين وفق المبادرة العربية التي قدمتها المملكة عام 2002.
في الإطار نفسه، أوضح المحلل الاستراتيجي محمد سعيد الرز، أن الحرب على غزة مرحلة البحث الجدي عن الحلول، بعد حوالي ثلاثة أشهر من أكبر عملية تدمير وفصل عنصري شنتها إسرائيل ضد أهالي قطاع غزة مدعومة بترسانة مفتوحة أمريكية وأوروبية ومشاركة نحو 10 آلاف جندي ومرتزق من دول الأطلسي.
مشروع مزدوج
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أنه "بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي وجدت دول الغرب وإسرائيل أن الفرصة سانحة لتنفيذ مشروعها المزدوج، إذ سعت إسرائيل لتنفيذ الخطوة الرابعة من حلمها من بين 6 خطوات عبرت عنها الأضلاع الستة لنجمة داوود، وهي قيام المنظمة الصهيونية العالمية وتكثيف الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتسليح العصابات الصهيونية والسيطرة على قسم من فلسطين".
وتابع: "جاءت الخطوة الرابعة لمحاولة السطو على كل أراضي فلسطين الطبيعية تمهيدا للخطوة الخامسة، وهي تعميم الصراعات الدموية العربية، وتفكيك وحداتها الوطنية وصولا إلى آخر الخطوات وهي إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات".
إعلام: المدمرة الإيرانية "البرز" تدخل البحر الأحمر
ويرى أن الغرب وجدها فرصة لإحياء مخطط الشرق الأوسط الجديد تحت سيطرته الكاملة، لقطع الطريق على تعاظم الدور التكاملي والتنموي والحضاري لمحور الشرق، وعلى رأسه الصين وروسيا ومجموعة دول "البريكس".
ولفت إلى أن الصمود الأسطوري لأبناء القطاع ومقاومته البطلة حول أرض غزة، حول معظم مبانيها إلى مقبرة يومية لضباط وجنود جيش إسرائيل.
طوفان سياسي
في مقابل طوفان الأقصى توازى الطوفان السياسي والدبلوماسي الذي قادته مصر لمواجهة مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، وإعادة طرح وتسويق حل الدولتين على مستوى العالم الأمر الذي أسقط أهداف نتنياهو وحكومته العنصرية.
واستطرد "من هنا وجدنا أن بريطانيا سحبت طائرة التجسس الأولى في العالم، ثم أقدمت واشنطن على سحب حاملة طائراتها فورد وجميع القطع الملحقة بها، فيما تتأهب فرنسا لخطوة مماثلة في الوقت الذي سحبت فيه إسرائيل لواء غولاني وبدأت بخطوة الانسحاب من شمال غزة وتسريح الآلاف من جنود الاحتياط".
وأشار إلى أن مصر طرحت مبادرتها لوضع نهاية دائمة للحرب على غزة، فيما تكثف والولايات المتحدة من مفاوضاتها مع إيران من خلال قطر وسلطنة عمان، وسط تقارير عن تقدم فيها، فيما سيصل إلى لبنان منتصف هذا الشهر الموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين لاستئناف المباحثات حول تطبيق القرار 1701 الخاص بجنوب لبنان، لتحقيق أمرين.
أولهما انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر، مقابل تراجع "حزب الله" 30 كيلومترا عن الحدود البرية التي سيجري ترسيمها بحسب هذه المعادلة، وفق رأيه.
مناقشة