القاهرة - سبوتنيك. وقال رئيس لجنة الأسرى في "أنصار الله"، عبد القادر المرتضى، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "ليس لدينا مانع من حضور أي جولة مفاوضات على ملف الأسرى إذا حصلنا على ضمانات من الأمم المتحدة بتنفيذ الاتفاقيات السابقة التي تمت برعايتها".
وأضاف: "أما مراكمة الاتفاقيات دون تنفيذ، كما هو حاصل من جانب المرتزقة [في إشارة إلى الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية] فهذا إنما يعقد الملف ويزيد من معاناة الأسرى من الجانبين".
يأتي موقف "أنصار الله" غداة إعلان الحكومة اليمنية، تأجيل جولة جديدة من المفاوضات بشأن الأسرى والمحتجزين كان من المقرر عقدها في الأردن، الأسبوع الجاري، إلى أجل غير مسمى، متهمةً "أنصار الله" بـ "التعنت" و"عرقلة انعقادها" و"استغلال الملفات الإنسانية سياسياً وإعلامياً".
وفي 18 يونيو/ حزيران الماضي، اختتمت مشاورات بين الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" في ملف الأسرى استضافتها عمّان برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر، بالاتفاق على جولة مفاوضات بعد عيد الأضحى الماضي من أجل الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى تضم 1400 أسير، إلا أنها لم تعقد.
وتعثرت في مايو/ أيار الماضي، جهود تنفيذ زيارات متبادلة بين الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى سجون ومراكز اعتقال الطرفين في صنعاء ومأرب [شمال شرقي اليمن]، تمهيداً لإطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى، وذلك بعد اشتراط الوفد الحكومي، كشف مصير عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح ثاني أكبر الأحزاب في اليمن محمد قحطان، المحتجز لدى الجماعة منذ 5 نيسان/ أبريل 2015.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في 17 أبريل الماضي، تنفيذ اتفاق توصلت إليه الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، خلال جولة مفاوضات سويسرا في مارس/ آذار الماضي، بالإفراج عن نحو 887 أسيراً، مؤكدة أنها "خطوة إيجابية نحو السلام والمصالحة في اليمن".
وتبادلت الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، في ديسمبر/ كانون الأول 2018، ضمن جولة مفاوضات السلام في ستوكهولم، قوائم بنحو 15 ألف أسير لدى الطرفين، ضمن آلية لتفعيل اتفاق تبادل الأسرى.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني البلد العربي للعام التاسع توالياً، صراعاً مستمراً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.