وفي أكثر من مناسبة، زعم مسؤولون إسرائيليون بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن هجوم "حماس" شهد جرائم اغتصاب واعتداءات جنسية، وتناقلت وسائل الإعلام العبرية تقارير بهذا الشأن، لكن دون تقديم براهين قاطعة.
وفي تقرير لها، مساء اليوم الخميس، قالت صحيفة "هآرتس": "تواجه الشرطة (الإسرائيلية) صعوبة في تحديد مكان ضحايا الاعتداءات الجنسية أو الشهود عليها في هجوم حماس".
وأضافت أن الشرطة لا تستطيع "ربط الأدلة الموجودة بالضحايا الموصوفين فيها".
وتابعت: "والآن، وبعد مرور ثلاثة أشهر على المجزرة، قررت الشرطة مناشدة الجمهور لتشجيع أولئك الذين لديهم معلومات حول هذا الموضوع على التقدم والإدلاء بشهادتهم".
وقالت الصحيفة إنه "حتى في الحالات القليلة التي جمعت فيها الشرطة شهادات حول الجرائم الجنسية المرتكبة في 7 أكتوبر، فشلت في ربط الأفعال بالضحايا الذين تضرروا منها".
ونقلت عن الضابطة في الشرطة، عيدي إدري، المسؤولة عن التحقيق في الجرائم الجنسية التي تزعم إسرائيل وقوعها خلال الهجوم، قولها: "لدينا مؤشرات ظرفية على أن هناك ضحايا أحياء لم يصلونا بعد".
وأضافت: "لهذا السبب ذهبنا إلى وسائل الإعلام. هذا ليس بالأمر السهل بالنسبة لنا. إذا قرأ شخص ما المقال وتعرض لاعتداء جنسي، فأنا جاهزة لمساعدته في أي مرحلة".
الشهادة التي تعتمد عليها إسرائيل كثيرًا حتى الآن، حول ارتكاب جرائم الجنسية في الهجوم، هي شهادة الشابة "س". ونُشرت أجزاء من شهادتها في وسائل الإعلام، كما عُرض مقطع فيديو معدل لكلماتها في الأمم المتحدة، وتضمن تحقيق صحيفة أمريكية نُشر الشهر الماضي، شهادة مفصلة قدمتها "س" لمراسلي الصحيفة.
وبحسب إدري، فقد شهدت "س" اغتصاب وقتل امرأتين على الأقل، في الهجوم على الحفل الموسيقي "نوفا" في مستوطنة ريعيم، بالإضافة إلى تشويه الجثث.
وعلمت "هآرتس" أن الشرطة فحصت تفاصيل الشهادة بدقة، إلا أن المحققين لم يتمكنوا من التعرف على النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب والقتل.
وقالت إدري: "لدي أدلة ظرفية، لكن في النهاية واجبي هو العثور على دعم لرواية وهوية الضحايا، في هذه المرحلة ليس لدي جثث محددة".
وسبق أن عرضت إسرائيل ووسائل إعلام غربية صورًا قالت إنها لأطفال "قطعت حماس رؤوسهم" خلال الهجوم، ليتبين لاحقا كذب هذه الرواية، وتعتذر بعض وسائل الإعلام التي تبنتها.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة، في 7 أكتوبر 2023، بعد هجمات نفذتها الأخيرة على مناطق وبلدات في غلاف غزة.
وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف نحو 240 على يد الحركة الفلسطينية ونقلهم إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية، فيما خلّف القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع دمارًا هائلًا، ومقتل ما يزيد عن 22 ألف فلسطيني، جلّهم من الأطفال والنساء، وأزمة إنسانية خانقة.