وقال غالانت، في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس": "تحدثت الآن مع رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي، وأردت دعمه وأن ينقل إلى القادة والمقاتلين أنني أثق بهم وأدعم الجيش الإسرائيلي".
وأضاف: "لقد حظي شعب إسرائيل برئيس أركان شجاع وحكيم خلال حرب صعبة".
وتابع غالانت: "يقاتل جنود الجيش الإسرائيلي من أجل كل شعب إسرائيل، أناشد جميع أفراد الجمهور التوقف عن استخدام الجيش الإسرائيلي وقادته بشكل غير مسؤول لتحقيق مكاسب سياسية".
تأتي تصريحات غالانت على خلفية أزمة عميقة تكشفت في جلسة "الكابينت"، مساء أمس الخميس، بعدما هاجم أربعة وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريش، والأمن القومي إيتمار بن غفير، رئيس الأركان بعد الإعلان عن عزمه تشكيل فريق تحقيق في أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومسار الحرب في قطاع غزة.
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، قال الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، إن بلاده تخوض أصعب حرب في تاريخها، معتبرًا أن هجوم الوزراء على رئيس الأركان بعد إعلانه تشكيل فريق تحقيق في إخفاقات الحرب في قطاع غزة "هجوم ذي دوافع سياسية".
والليلة الماضية، توقف اجتماع المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)، بعد أن هاجم الوزراء رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي وغانتس، وقال وزيرا المال بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي إيتمار بن غفير، إن الأسماء التي هي جزء من فريق التحقيق، أيدت في معظمها خطة "فك الارتباط عن قطاع غزة (عام 2005)". وحاول وزير الدفاع يوآف غالانت إسكات الوزيرين، وغادر مسؤولون أمنيون النقاش بعد تعالي الصرخات وتبادل الاتهامات.
وقال غانتس، في تصريحات نقلتها قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية: "نحن في أصعب حرب في تاريخنا، والتي نخوضها على عدة جبهات، وعلينا أن نعمل ضدهم كقبضة واحدة".
وأضاف: "من الجيد أن يتحمل رئيس الأركان المسؤولية بعد كارثة 7 أكتوبر، ويشكل فريقا يستخلص العبر العملياتية لاستمرار القتال - هذا هو واجبه".
وقال غانتس: "من واجب المستوى السياسي أيضًا طرح الأسئلة (حول أحداث 7 أكتوبر). ما حدث في الأمس كان هجومًا بدوافع سياسية في خضم الحرب".
وتابع: "شاركتُ في العديد من اجتماعات الكابينت، ولم يحدث مثل هذا السلوك مطلقًا، ولا يجب أن يحدث. كان ينبغي على الكابينت بالأمس أن يناقش العمليات الاستراتيجية التي ستؤثر على استمرار العملية العسكرية وعلى أمننا في المستقبل. لم يحدث ذلك، ورئيس الوزراء هو المسؤول عن ذلك".
وأضاف غانتس: "على نتنياهو مسؤولية التصحيح والاختيار بين الوحدة والأمن وبين السياسة. إذا كان المهم الآن هو الأمن والوحدة، فيجب أن نجري المناقشة الأساسية لاستمرار القتال وفي أسرع وقت ممكن".
ومضى بقوله: "لا شك أنه بعد الحرب سيتم إنشاء لجنة تحقيق حكومية، ستتعامل مع كل ما حدث حتى 10/7، على المستويات كافة، لكن مساهمتها الأساسية يجب أن تكون في الجوانب الوطنية وليس العملياتية. هذا ما يطلبه الجمهور الإسرائيلي، قبل كل شيء، هذا ما يحتاجه، وهكذا سيكون".
ونقلت قناة "كان" عن أحد الوزراء الذين شاركوا في جلسة الكابينت، الليلة الماضية، قوله: "كان هناك تحريض عنيف ضد رئيس الأركان في الجلسة"، وقال وزير آخر: "كان هناك نقاش حقير انفجر. لقد هاجموا الجيش. وخرج بعض كبار أعضاء المؤسسة الأمنية في المنتصف". وقال وزير ثالث: "قيل لنا إنهم سمعوا صراخ الوزراء خارج الاجتماع".
ومساء أمس الخميس، قالت قناة "كان" إن رئيس الأركان الإسرائيلي اللواء هرتسي هاليفي، قرر تشكيل فريق متخصص للتحقيق في الحرب في غزة، بما في ذلك إخفاقات 7 أكتوبر، التي أدت إلى اندلاع الحرب.
وأضافت أن الفريق سيبدأ عمله بعد أن يتلقى أعضاؤه خطابات التعيين من القيادة العامة للجيش الإسرائيلي.
وبحسب القناة، سيرأس فريق التحقيق رئيس الأركان ووزير الدفاع السابق شاؤول موفاز، واللواءات المتقاعدون يوآف هار إيفين، وزئيفي فركاش، وسامي ترجمان.
وقالت القناة إن "تشكيل فريق التحقيق يعكس في الحقيقة تغير النهج الذي اعتمده الجيش الإسرائيلي في بداية الحرب "الآن نقاتل، ونحقق لاحقا"، وهو التصريح الذي يُسمع في كل مرة كان مطلوبًا من القيادة الأمنية والجيش الإسرائيلي التعامل مع الفشل الاستخباري والعملياتي الكبير".
وكثيرًا ما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تحمل المسؤولية عما حدث في 7 أكتوبر الماضي، مؤكدًا أن الحديث عن تحقيقات فيما جرى لن يكون إلا بعد انتهاء الحرب.