وقال غانتس في تصريحات نقلتها قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية: "نحن في أصعب حرب في تاريخنا، والتي نخوضها على عدة جبهات، وعلينا أن نعمل ضدهم كقبضة واحدة".
وأضاف: "من الجيد أن يتحمل رئيس الأركان المسؤولية بعد كارثة 7 أكتوبر، ويشكل فريقا يستخلص العبر العملياتية لاستمرار القتال - هذا هو واجبه".
واللية الماضية، توقف اجتماع المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)، بعد أن هاجم الوزراء رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي وغانتس، وقال وزيرا المال بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير إن الأسماء التي هي جزء من فريق التحقيق، أيدت في معظمها خطة "فك الارتباط عن قطاع غزة (عام 2005). وحاول وزير الدفاع يوآف غالانت إسكات الوزيرين، وغادر مسؤولون أمنيون النقاش بعد تعالى الصرخات وتبادل الاتهامات.
وقال غانتس، اليوم الجمعة: "من واجب المستوى السياسي أيضًا طرح الأسئلة (حول أحداث 7 أكتوبر). ما حدث بالأمس كان هجومًا بدوافع سياسية في خضم الحرب".
وتابع: "شاركتُ في العديد من اجتماعات الكابينت، ولم يحدث مثل هذا السلوك مطلقًا، ولا يجب أن يحدث. كان ينبغي على الكابينت بالأمس أن يناقش العمليات الاستراتيجية التي ستؤثر على استمرار العملية العسكرية وعلى أمننا في المستقبل. لم يحدث ذلك، ورئيس الوزراء هو المسؤول عن ذلك".
وأضاف غانتس: "على نتنياهو مسؤولية التصحيح والاختيار بين الوحدة والأمن وبين السياسة. إذا كان المهم الآن هو الأمن والوحدة، فيجب أن نجري المناقشة الأساسية لاستمرار القتال وفي أسرع وقت ممكن".
ومضى بقوله: "لا شك أنه بعد الحرب سيتم إنشاء لجنة تحقيق حكومية، ستتعامل مع كل ما حدث حتى 10/7، على كافة المستويات، لكن مساهمتها الأساسية يجب أن تكون في الجوانب الوطنية وليس العملياتية. هذا ما يطلبه الجمهور الإسرائيلي، قبل كل شيء، هذا ما يحتاجه، وهكذا سيكون".
ونقلت قناة "كان" عن أحد الوزراء الذين شاركوا في جلسة الكابينت، الليلة الماضية: "كان هناك تحريض عنيف ضد رئيس الأركان في الجلسة"، وقال وزير آخر: "كان هناك نقاش حقير انفجر. لقد هاجموا الجيش. وخرج بعض كبار أعضاء المؤسسة الأمنية في المنتصف". وقال وزير ثالث: "قيل لنا إنهم سمعوا صراخ الوزراء خارج الاجتماع".
وقال أحد الحاضرين في الاجتماع إن "رئيس الأركان كأنه أُعدم دون محاكمة. إنه لأمر مخز وعار ما حدث هناك. يمكنك انتقاد الجيش، لكنهم هاجموا رئيس الأركان شخصيا وإلى ما لا نهاية. علينا أن نفكر فيما إذا كان هذا المنتدى (الكابينت) يستحق اتخاذ قرارات على مستوى سياستنا الأمنية. لا أريد أن أفكر في ما سيحدث عندما يسمع الجنود في الميدان بما حدث هناك وكيف هاجموا على رئيس أركانهم".
ونقلت "كان" عن يوسي كوهين رئيس "الموساد" السابق: "طوال سنوات عملي لا أتذكر مثل هذه الحادثة. ومن الواضح للجميع أن هذا التحقيق برمته يجب أن يتم بطريقة متعمقة. لا يجب أن تكون هناك دراما كبيرة تحيط بإعلان رئيس الأركان عن الأشخاص الذين سيقومون بالتحقيق. لا ينبغي تعريض رئيس الأركان للخطر بسبب المشاجرات والخلافات، وأتوقع أن يتصرف الجميع بشكل مختلف".
ومساء أمس الخميس، قالت قناة "كان" إن رئيس الأركان الإسرائيلي اللواء هرتسي هاليفي قرر تشكيل فريق متخصص للتحقيق في الحرب في غزة، بما في ذلك إخفاقات 7 أكتوبر/ تشرين الأول التي أدت إلى اندلاع الحرب.
وأضافت أن الفريق سيبدأ عمله بعد أن يتلقى أعضاؤه خطابات التعيين من القيادة العامة للجيش الإسرائيلي.
وبحسب القناة، سيرأس فريق التحقيق رئيس الأركان ووزير الدفاع السابق شاؤول موفاز واللواءات المتقاعدون يوآف هار إيفين وزئيفي فركاش وسامي ترجمان.
وقالت القناة، إن تشكيل فريق التحقيق يعكس في "الحقيقة تغير النهج الذي اعتمده الجيش الإسرائيلي في بداية الحرب "الآن نقاتل، ونحقق لاحقا"، وهو التصريح الذي يُسمع في كل مرة كان مطلوبًا من القيادة الأمنية والجيش الإسرائيلي التعامل مع الفشل الاستخباري والعملياتي الكبير".
وكثيرا ما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تحمل المسؤولية عما حدث في 7 أكتوبر الماضي، مؤكدا أن الحديث عن تحقيقات فيما جرى لن يكون إلا بعد انتهاء الحرب.
ويوم السبت الماضي، نشرت صحيفة أمريكية تحقيقًا في الهجوم المفاجئ الذي وقع في 7 أكتوبر والذي تناول عدم استعداد الجيش الإسرائيلي لاجتياح حماس للمستوطنات.
ووفقًا للتحقيق، لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي خطة منظمة للاجتياح، وقد تراسل المقاتلون عبر تطبيق "واتسآب" واستخدمت الشبكات الاجتماعية لاختيار الأهداف في الميدان. كما طُلب من طياري المروحيات اختيار الأهداف بناءً على التقارير الإعلامية وقنوات "تلغرام".
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعد هجمات مفاجئة نفذتها "حماس"على مستوطنات في غلاف غزة.
وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف نحو 240 على يد الحركة الفلسطينية ونقلهم إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية، فيما خلّف القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع دمارًا هائلًا، ومقتل ما يزيد عن 22 ألف فلسطيني، جلّهم من الأطفال والنساء، وأزمة إنسانية خانقة.