نائب لبناني: لا يمكن لأي فريق سياسي اتخاذ قرار نيابة عن الجميع واستهداف بيروت سيجر إلى حرب مدمرة

أكد عضو كتلة "تجدد" في البرلمان اللبناني، النائب أديب عبد المسيح، أن "الأراضي اللبنانية باتت مستباحة بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية في بيروت.
Sputnik
وأكد عبد المسيح لوكالة "سبوتنيك" أنه تم خرق قواعد الاشتباك التي لطالما تكلم عنها "حزب الله" اللبناني، مضيفًا أن "حماس هي الأخرى تستبيح سيادة لبنان بعد اتخاذها بيروت مركزًا لعملياتها واجتماعاتها".
ودعا عبد المسيح الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني إلى "السيطرة على الوضع الأمني وعدم السماح بجر لبنان إلى حرب شاملة، سيخسر فيها اللبنانيون بنهاية المطاف".

وشدد عبد المسيح أنه "لا يمكن لأي فريق سياسي، داخليا كان أم خارجيا، اتخاذ قرار بالنيابة عن كل اللبنانيين، إذ أن أكثر من نصف الشعب اللبناني يبحث عن السلام والطمأنينة وراحة البال".

وتابع عبد المسيح: "لماذا لا تفتح سوريا والأردن ومصر وباقي الدول العربية جبهاتها لمواجهة إسرائيل؟ لماذا تستباح سيادة لبنان على الدوام ويُضغط عليه لأن يكون ساحة حرب للآخرين؟".
لبنان يشكو إسرائيل إلى مجلس الأمن ويحذر من "حرب يصعب احتواؤها"
وأوضح عبد المسيح أنه "يمكن التعامل مع ملف التصعيد في الجنوب اللبناني كما تم التعامل في السابق مع ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، أي أن يسلك قادة لبنان طريق المفاوضات الدبلوماسية ويلجؤوا إلى الجهات الدولية للضغط على إسرائيل".
وأكد عبد المسيح أن "القضية الفلسطينية هي قضية جميع اللبنانيين، إلا أن قدرة بيروت على دخول معركة عسكرية معدومة، لذا يجب تحييد لبنان وإبقائه تحت غطاء جامعة الدول العربية، وأن يناصر الشعب الفلسطيني بشتى الوسائل السلمية".
ورأى عبد المسيح أن "القرار الأممي رقم 1701 (وهو القرار الذي أنهى العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006)، تم خرقه من الجانبين الإسرائيلي واللبناني، والالتزام به يتطلب سلامًا وهدوءًا وإنهاءً للعمليات العسكرية في الجنوب من قبل الطرفين المتنازعين".
وأضاف عبد المسيح أنه "يجب على الحكومة اللبنانية المبادرة ونشر الجيش اللبناني في المناطق الجنوبية، فضلا عن ضرورة التفاف جميع الأطراف السياسية في لبنان خلف سيادة الدولة المتمثلة بالحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، والمسارعة في انتخاب رئيس للجمهورية".
صحيفة تكشف عن تحذيرات دبلوماسية من اهتزاز أمني واغتيالات مرتقبة في لبنان
وفي ما يتعلق بالجيش اللبناني، أكد عبد المسيح أنه "يملك من القوة ما يكفي لمواجهة إسرائيل وإبعادها عن الأراضي اللبنانية المحتلة، إذ أن أغلب دول العالم تدعمه وتتفق على أنه الممثل الوحيد للجمهورية اللبنانية، لذا لا عذر أمام أي جهة لخوض معارك مع إسرائيل وتوريط لبنان في حرب شاملة".
وكشف عبد المسيح أن "الموفد الأمريكي، آموس هوكستين، كان ينوي زيارة لبنان بعد إسرائيل لو لم تتطور الأمور في الجنوب اللبناني ويتم اغتيال قيادي فلسطيني في العاصمة بيروت"، منوّها بأن "لزياراته السابقة تأثير فعال على منطقة الشرق الأوسط، فقد نجح في إقناع "حزب الله" وإسرائيل للاتفاق على مسألة ترسيم الحدود البحرية".

ورأى عبد المسيح أن مبادرات "هوسكتين مؤجلة حتى إشعار آخر بسبب سخونة منطقة الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق، ما يتطلب صبرًا وتأجيلاً في المواعيد والمفاوضات السلمية".

وأضاف عبد المسيح أن "استهداف العاصمة بيروت هو تصعيد خطير وسيؤثر سلبا على سير المعركة، وقد يورط لبنان بكارثة ويسهم في انزلاقه نحو حرب مدمرة، كتلك التي يشهدها قطاع غزة".
وجدد عبد المسيح تأكيده أن "لبنان غير مستعد للحروب لا من الناحية الاقتصادية (أزمة خانقة) ولا من الناحية السياسية (انقسام داخلي وتراجع نسبة المؤيدين لسلوك "حزب الله")"، مشددًا على "ضرورة تحييد لبنان عسكريا وحمايته من المؤامرات الخارجية".
مناقشة