وقال بوريل خلال مؤتمر صحفي في وزارة الخارجية بعد اجتماعه مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله بوحبيب: "هنا في وقت نشهد فيه تصاعدا لتبادل إطلاق النار بطريقة مقلقله على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، أعتقد أنه يمكن تجنب الحرب ويجب أن نتجنبها، ويمكن للدبلوماسية أن تسود من أجل الوصول إلى حل أفضل".
وتابع: "من الضروري تجنب التصعيد في الشرق الأوسط ومن الضروري أن نتجنب جر لبنان إلى صراع إقليمي وهذا آخر ما يحتاجه لبنان، لقد نزح أكثر من 70 ألف مدني من جنوب لبنان ونحو 200 ألف من شمال إسرائيل، واحترقت نحو خمسون ألف شجرة زيتون، لا أحد سيحقق انتصارا من الصراع الإقليمي وأنا أرسل هذه الرسالة إلى إسرائيل أيضا".
بوريل: من الضروري أن يتجنب لبنان جره إلى صراع إقليمي
© Sputnik . abedal kader albai
وأضاف: "أنا هنا لاستكشاف الوضع ولإيجاد حل للخروج من الأزمة، ويجب إعادة فتح القنوات الدبلوماسية للإشارة إلى أن الحرب هي ليست الخيار الوحيد بل الأسوء وأشدد على ضرورة استمرار العمل على القنوات الدبلوماسية، يتعين على المستوى الدولي العمل لإحداث تغيير في الشرق الأوسط، ولا يمكننا أن نستمر بمشاهدة معاناة النساء والأطفال الأبرياء والمدنيين الآخرين في غزة، ولا يمكننا أيضا أن الاستمرار بمشاهدة العنف المتزايد من المستوطنين تجاه المدنيين في الضفة الغربية، علينا أن نتحرك نحو إنهاء المعاناة في غزة ولإطلاق سراح الرهائن، ونرى تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي 2712، 2720 وفي لبنان 1701".
وأشار بوريل إلى أن "الوضع الإنساني في غزة يتجاوز الكارثة. صدمت بمعاناة المدنيين الأبرياء فالناس لا يتعرضون للقصف فقط بل يتضورون جوعا، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي يعاني 100% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي، ونحن بحاجة لمساعدة عاجلة ومستدامة لسكان غزة".
بوريل: من الضروري أن يتجنب لبنان جره إلى صراع إقليمي
© Sputnik . abedal kader albai
وأضاف: "حتى الحرب لها قوانين يجب احترام القانون الإنساني الدولي، لا يمكننا أن نعزل غزة عن الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي جزء لا يتجزأ من المسألة الفلسطينية الأوسع".
وتابع: "غزة هي جزء أساسي من الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 ويجب أن تكون من الدولة الفلسطينية المستقبلية، والحل الوحيد الذي يحقق الأمن والسلام لإسرائيل وفلسطين هو الذي تجمع عليه الأسرة الدولية بحل الدولتين علينا أن نضاعف جهودنا من أجل عملية السلام".
وأضاف: "لقد أعلنت إسرائيل عن هدف يقضي بالقضاء على حماس، يجب أن تكون هناك طريقة أخرى لمحاربة حماس لا تؤدي إلى مقتل هذا العدد الكبير من الأبرياء، الحل الوحيد هو إنشاء الدولة الفلسطينية وهذا يعطي أملا للفلسطينيين وهذا ما أيدته 172 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة أي نسبة 90 % من دول الأعضاء في الأمم المتحدة، إذا نحن لن ندخر جهدا لجعل حل الدولتين حقيقة واقعة"، لافتا إلى أنه سيزور السعودية غدًا لمناقشة الخطوات نحو السلام في المنطقة.
بوريل: من الضروري أن يتجنب لبنان جره إلى صراع إقليمي
© Sputnik . abedal kader albai
وفي السياق نفسه، قال بو حبيب إن زيارة بوريل لبيروت تحمل رسالة مهمة وهي "أن أمن ورخاء لبنان وأوروبا مترابطان، لقد أكدت بقوة أن السلام في لبنان أمر ضروري وأن جميع اللبنانيين متمسكون بالسلام، وتسعى الحكومة اللبنانية جاهدة إلى وقف التصعيد، ويمارس اللبنانيون ضبط النفس".
وأضاف: "دارت مناقشتنا حول القضايا المشتركة، الأول هو تجنب حرب ستكون لها عواقب وخيمة إقليميا ودوليا، والثاني هو التأكيد أن الحل السياسي وحده هو الذي سيضع حداً للصراع الفلسطيني على أساس قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية".
بوريل: من الضروري أن يتجنب لبنان جره إلى صراع إقليمي
© Sputnik . abedal kader albai
وأوضح: "بتعبير أدق، ناقشنا السبل الكفيلة بضمان التنفيذ الشامل والكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، كما كررت التزام لبنان بوجود قوة "اليونيفيل" وسلامتها، وقد أبرزت للسيد بوريل التصور السلبي للتصريحات التي أدلى بها بعض أعضاء مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي وعواقبها الوخيمة، وقد أكدت من جديد أن الحل السياسي وحده هو الذي سيضع حداً لدوامة العنف المستمرة منذ عقود، ولتحقيق هذه الغاية، أكدت على أهمية التزام الاتحاد الأوروبي القوي تجاه الحل السياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وتابع: "كما سلطت الضوء على أهمية إعادة تفعيل وتعزيز الشراكة بين لبنان والاتحاد الأوروبي وأولويات الشراكة التي ستضمن عودة لبنان، ونحن نؤمن بأهمية تعزيز علاقاتنا الثنائية مع الاتحاد الأوروبي، كما شددت على ضرورة وضع الحقائق الجديدة على الأرض في لبنان وسوريا في سياقها، ومن الأهمية بمكان إيجاد حلول مستدامة وتشجيع تضافر المساعدات الإنسانية بطريقة تضمن العودة الآمنة والسريعة للنازحين السوريين إلى وطنهم، لقد تجاوز الضغط الذي يتحمله لبنان من أزمة النزوح كل الحدود التي يمكن تصورها، وبالنظر إلى قدرة لبنان، والآثار المتراكمة للعديد من الأزمات، وموارده الشحيحة، فإن أزمة النزوح، إذا لم يتم حلها، ستمس جوهر لبنان".