وقال موقع "واللا" إن الجيش الإسرائيلي بدأ رسميا المرحلة الثالثة من الحرب في قطاع غزة التي تشمل شن غارات جوية دقيقة والقيام بعمليات خاطفة في القطاع.
وأفاد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس الاثنين، لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بأن إسرائيل تتجه إلى المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة والتي ستشهد خفضًا لمستوى العمليات العسكرية المكثفة والانتقال نحو العمليات الخاصة، لكنها ستكون مرحلة أطول من المرحلتين السابقتين.
وطرح البعض تساؤلات عن بنود هذه المرحلة الجديدة في الحرب الإسرائيلية على غزة، وتداعياتها وتأثيرها على جهود الوساطة بشأن تبادل الأسرى ووقف المعارك.
تقييد العمليات
اعتبر نبيه عواضة، الباحث اللبناني في الشؤون الإسرائيلية، أن خطة المرحلة الثالثة الإسرائيلية تتضمن الانتقال من العمليات الموسعة إلى الإجراء الجراحي المقيد، بما فيها تنفيذ عمليات توغل وهجوم باتجاه نقاط محددة ومن ثم الانسحاب منها، كذلك تنفيذ عمليات اغتيال.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك، فإن هذا استمرار للأعمال الحربية لكن بطرق وخطط مختلفة، وهو ما يفتح الباب أمام نقاش من جانب آخر مع الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث تتحقق رغبتها في تقليص الكتلة النارية منعًا للحرج، ومن جانب آخر له علاقة بالنقاش الدائر في تل أبيب حول اليوم الثاني للحرب.
وتابع: "بكل الأحوال مسار العلاقة مع أمريكا قلق وبالجانب الآخر بدأ في تل أبيب تصدعا في الائتلاف الحاكم، ووصلت الأمور الى حد الشرخ في العلاقة مع الجيش على خلفية استباق التحقيقات بشأن ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول)".
ويرى أن هذه الأمور سوف تدفع تسريع الحسم بالخلاف، ولا يستبعد أن ينسحب بني غانتس من الحكومة وتفجر حكومة الطوارئ وسقوطها.
إعادة تموضع
في السياق ذاته، اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة "فتح"، أن المرحلة الثالثة في حرب غزة لم تبدأ بعد، لكن هناك مطالب أمريكية بذلك، فيما تنتظر إسرائيل الضوء الأخضر خلال زيارة بلينكن.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تتضمن هذه المرحلة من الحرب إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في بعض المناطق في قطاع غزة، ومن ضمنها السيطرة على محور فيلادلفيا، ومعبر رفح، والتحكم في حركة الخروج والدخول للمواطنين الفلسطينيين.
كما يتضمن كذلك إنشاء عدة حواجز في خان يونس يفصلها عن الوسط، وحاجز آخر في منطقة وادي غزة يفصل الجنوب بشكل كامل عن الشمال، ونقطة ارتكاز ثالثة في الشمال الغربي لمدينة غزة، مع الاعتماد على تنفيذ عمليات نوعية بين الفينة والأخرى، واستخدام الطيران بشكل أقل عما كان عليه في السابق.
ويرى أن هذه الخطة مطلب أمريكي وقد توافق إسرائيل عليه لتخفف من حجم الخسائر التي تعرضت لها داخل عمق المدن، وهذا أيضا يوافق عليه الجيش الإسرائيلي بشكل كبير بعد أن تكبد خسائر داخل عمق غزة، بالتالي ينتقل الجيش لهذه المرحلة أفضل من الاستمرار في نفس الحالة، خاصة أن معارك الشمال لا تزال كما هي، واليوم أطلقت صواريخ من الشمال، على الرغم مما قاله جيش إسرائيل أنه سيطر بشكل كامل على الشمال.
وأكد أن هذه المرحلة إعادة تموضع لإسرائيل في غزة، وانتشار في عدة مدن مع تقليل عمليات التوغل للعمق، لكن ذلك يحتاج إلى وقف الحرب في خان يونس، ووقف التوغل في الوسط، وحتى الآن لا يزال القتال مستمرًا.
وأشار إلى رفض نتنياهو بدء هذه المرحلة، حيث يريد أن يكمل التوغل في خان يونس، حتى نهاية يناير/ كانون الثاني، عسى أن يجد ضالته كما يدّعي في الوصول لقيادة المقاومة أو أسراه، وأن يكون هناك لديه فرصة في استمرار الحرب.
واعتبر أن المخطط الإسرائيلي في الدخول بهذه المرحلة مرهون برد فعل المقاومة الفلسطينية وقدرتها على الاستمرار في الحرب، وكذلك قدرة جيش إسرائيل على الصمود في هذه الفترة.
وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إسرائيل، أمس الاثنين. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن بلينكن سيبحث مع المجلس الوزاري المصغر لإدارة الحرب على قطاع غزة "كابينيت الحرب"، المرحلة الثالثة من الحرب الدائرة على قطاع غزة.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة، في 7 أكتوبر 2023، بعد هجمات مفاجئة نفذتها "حماس"على مستوطنات في غلاف غزة.
وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي، واختطاف نحو 240 على يد الحركة الفلسطينية ونقلهم إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية، فيما خلّف القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع دمارًا هائلًا، وما يزيد عن 22 ألف قتيل فلسطيني، جلّهم من الأطفال والنساء، وأزمة إنسانية خانقة.