وقال محمد المختار نور، مستشار قائد قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ أشهر، في مقابلة مع وكالة أنباء "العالم العربي"، إن "قواته التي أعلنت السيطرة على العاصمة الخرطوم ملتزمة بهذا الاتفاق الذي رفضه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ودعا بعده إلى تسليح المواطنين".
وأضاف المختار نور، أن "المبادئ التي اتفق عليها الطرفان تعتبر خارطة طريق لمستقبل العملية السياسية في البلاد، بعد وقف إطلاق نار مع القوات المسلحة"، لكنه رأى أنه "في ظل وجود البرهان ومجموعته لا توجد أي بارقة أمل للحل".
واعتبر أن توقيع الاتفاق مع القوى المدنية "ليس لحصر العملية السياسية فيهم بقدر ما هو لفتح نافذة للوصول إلى أكبر إجماع سياسي مع بقية القوى السياسية الراغبة في عملية السلام، وأي حوار سياسي شامل مرحب به من جانبنا مع أي طرف ما عدا المؤتمر الوطني".
أما عن دعوة الجيش إلى تسليح المواطنين، فاعتبرها "أكبر خطأ للبرهان في الفترة الأخيرة". وقال إنها قد تقود البلاد إلى حرب أهلية لا تُحمد عقباها.
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد أعربت، الأحد الماضي، عن استنكارها للحملة الدعائية الكاذبة التي تقوم بها قوات الدعم السريع وداعموها داخل وخارج أفريقيا، في الأيام الأخيرة.
وأكدت الوزارة أن هذه الحملة تهدف إلى محاولة إعادة تسويق قيادة تلك القوات، المسؤولة عن أسوأ انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان في القارة، منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
ووفقًا للبيان الذي أصدرته الخارجية السودانية اليوم، فإن هذه الحملة تشمل خداعًا ونفاقًا، وزيارة قائد الميليشيا لدول أفريقية وأحاديث منسوبة له حول استعداده لإقرار وقف إطلاق نار وبدء مفاوضات سلام، ما يشكل تهديدًا لوحدة البلاد.
وأكدت الوزارة أن الحكومة تلتزم بتحقيق السلام، وأشارت إلى إطار قانوني وسياسي ملزم لمعالجة القضايا الإنسانية ووقف إطلاق النار وبدء عملية السلام. مشيرة إلى إعلان جدة الذي وقع في مايو/ أيار 2023.
وشددت على أهمية تنفيذ قوات الدعم لإعلان جدة والانسحاب من المدن والأماكن الحيوية، كخطوة أساسية لبدء محادثات جديدة نحو تحقيق سلام شامل.
ويشهد السودان قتالا ضاريا، منذ الـ 15 من أبريل/ نيسان الماضي، نتج عنه تردي الأوضاع الإنسانية والصحية في البلاد، وتسبب في حصيلة قتلى كبيرة بين المدنيين، إضافة إلى تشريد ملايين السودانيين داخليًا وخارجيًا.