"أنصار الله" تدعو بريطانيا لمراجعة تاريخها وألا تكون "كبش فداء" لإسرائيل أو أمريكا

دعا قيادي في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، اليوم الأربعاء، بريطانيا إلى مراجعة تاريخها، وألّا تكون كبش فداء بديل لإسرائيل أو أمريكا، وذلك على خلفية إعلان لندن إرسالها فرقاطة إلى البحر الأحمر، الذي يشهد توترًا منذ منع الجماعة مرور السفن المرتبطة بإسرائيل.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى التابع لـ "أنصار الله"، محمد علي الحوثي، عبر موقع "إكس" للبريطانيين: "مدمرتكم صنعت قبل التطور التكنولوجي الذي بات يعزز سلاح الترسانة الحديثة للقوات المسلحة اليمنية".
أنصار الله اليمنية تحذر من توسع الصراع في المنطقة بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل
وأضاف: "عندما صنعت المدمرة كان أبناء الشعب اليمني في ذلك الوقت يملكون بنادق (الموزر) الذي لا يتسع مخزنه إلا لطلقة فقط وليس أتوماتيك، والبريطانيين بهذه القوة يحتلون أجزاءً من اليمن".
وتابع: "ومع التفوق الكامل للبريطانيين في ذلك الوقت فقد تم طردهم وخرج آخر جندي يجر أذيال الخيبة والهزيمة في يوم الجلاء".
وختم القيادي في "أنصار الله" بالقول: "نقول لهم راجعوا تاريخكم في الستينات ولا تكونوا كبش الفداء البديل للكيان الإسرائيلي أو للأميركان".
يأتي موقف "أنصار الله" بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، أن "الفرقاطة ريتشموند في طريقها إلى البحر الأحمر لضمان احتفاظ المملكة المتحدة بوجود كبير في مواجهة هجمات الحوثيين"، مؤكدًا على "مواصلة التواصل مع الولايات المتحدة (قيادة الاستجابة العالمية للأزمة)، وفعل ما هو ضروري لحماية الأرواح والاقتصاد العالمي".
وأعلنت جماعة "أنصار الله"، يوم الأحد الماضي، مواصلة عملياتها في منع السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها من المرور في البحر الأحمر، تضامنًا مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مؤكدة أن عسكرة أمريكا للبحر الأحمر لن تمنعها من ذلك.
ويوم الجمعة الماضي، أعلنت "أنصار الله" رفضها تهديد أمريكا و11 دولة حليفة لها بينها بريطانيا، باستخدام القوة ضدها حال استمرار هجمات الجماعة على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.
ووجهت أمريكا و11 دولة حليفة لها هي أستراليا والبحرين وبلجيكا وكندا والدنمارك وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة، يوم الأربعاء الماضي، تحذيرًا إلى "أنصار الله" من شن المزيد من الهجمات على السفن في البحر الأحمر، مطالبةً إياها بـ "الإفراج عن السفن وأطقمها المحتجزة"، محملةً الجماعة "العواقب إذا استمرت في تهديد الاقتصاد العالمي".
أمريكا تسقط طائرة مسيرة أطلقتها جماعة "أنصار الله" اليمنية في البحر الأحمر
وجاء البيان التحذيري، بعد ساعات من تبني "أنصار الله" هجومًا على سفينة تحمل إسم "سي إم أي سي جي إم تيج"، يوم الأربعاء الماضي، قالت إنها كانت متجهةً إلى إسرائيل، مبررة استهدافها برفض طاقم السفينة الاستجابة لنداءات قوات الجماعة.
وتصاعد التوتر في البحر الأحمر، عقب إعلان "أنصار الله"، يوم الأحد الماضي، مقتل 10 من قواتها إثر قصف أمريكي استهدف ثلاثة زوارق تابعة لها، محملةً واشنطن تبعات ذلك.
وحينها، قالت القيادة المركزية الأمريكية، إن مروحيات البحرية الأميركية أغرقت ثلاثة زوارق لجماعة "أنصار الله"، ومقتل طاقمها أثناء مهاجمتهم سفينة الحاويات (ميرسك هانغزو) قبالة سواحل اليمن جنوب البحر الأحمر.
ورد زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، يوم الخميس الماضي، على القصف الأمريكي بالقول إن "الاستهداف لزوارق البحرية في البحر الأحمر، لن يبقى دون رد وعقاب".
ومنذ مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تبنت "أنصار الله" استهداف 11 سفينة في البحر الأحمر وباب المندب، بالصواريخ والطائرات المُسيرة، خلال تنفيذ قرارها بمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ إسرائيل من المرور في البحر الأحمر، ردًا على عمليات الجيش الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأعلنت "أنصار الله"، في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامنًا مع المقاومة الفلسطينية في مواجهة العمليات العسكرية لإسرائيل في غزة.
وكانت "أنصار الله" قد أعلنت، في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أنها ستشارك بهجمات صاروخية وجوية و" خيارات عسكرية أخرى" إسنادًا لفصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة، حال تدخل أميركا عسكريًا بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.
وبين الحين والآخر، تعلن جماعة "أنصار الله" أنها جزء من محور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا و"حزب الله" اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية، مؤكدة استعدادها للمشاركة في القتال إلى جانب المقاومة الفلسطينية.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
مناقشة