متحدث الهلال الأحمر: أكثر من 300 طبيب ومسعف وممرض فقدوا حياتهم في غزة

وصف رائد النمس، المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، الوضع الصحي في القطاع بأنه "بالغ السوء" في ظل انهيار المنظومة الصحية جراء الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة بحق المنشآت الصحية.
Sputnik
جاء ذلك في تصريحات لراديو "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، أشار فيها إلى أن الكوادر الطبية العاملة باتت تعاني من عدة مشاكل وتجد أمامها العديد من التحديات والصعاب.
وأوضح النمس أن أبرز التحديات أمام الكوادر العاملة في غزة هو الاستهداف الإسرائيلي لها، الذي خلّف حصيلة ضحايا تجاوزت 300 فرد بين طبيب وممرض ومسعف.
وزارة الصحة في غزة لـ"سبوتنيك": إسرائيل قامت بتصفية الوجود الصحي شمالي القطاع
كما لفت إلى أن نفاد الوقود من المستشفيات يعد من المشاكل الكبيرة، إضافة إلى شح المواد الطبية والأدوات الجراحية التي يشكل عدم وجودها خطرا كبيرا على حياة المرضى والمصابين.
وقال النمس: "طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني تعمل على مدار الساعة من أجل الوصول لأكبر عدد من الضحايا، سواء من المصابين أو من العائلات النازحة الذين وصل عددهم إلى 1.9 مليون شخص".
وأضاف: "تعمل طواقمنا على مدار الساعة لتقديم الخدمات الإسعافية والصحية من خلال مستشفى الأمل في خان يونس، والذي يتعرض للقصف المتعمد بهدف إخراجه عن الخدمة كما حدث مع مستشفى القدس التابع للجمعية في غزة".
متحدث صحة غزة لـ"سبوتنيك": آلية نقل الجرحى خارج القطاع تسهم في مقتل المصابين ونحتاج لتغييرها
وذكر المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة أن هناك عدة مؤسسات محلية ودولية تشارك في عملية تقديم الخدمات الإغاثية والصحية مثل الأونروا ومنظمة الصحة العالمية ووزارة التنمية والشؤون الاجتماعية وغيرها من أقطاب المجتمع المحلي والدولي.
لكنه أشار إلى "قلة الإمكانيات المتوفرة وأن المساعدات التي يتم إدخالها عبر معبر رفح البري لا تتناسب مع الاحتياج الكبير الذي يعاني منه قطاع غزة جراء العدوان المستمر الذي تسبب في دمار هائل في مختلف مناحي الحياة".
وعن الإجراءات والخطوات المتبعة عند قصف أي منطقة في غزة، أوضح رائد النمس أن "طواقم الهلال الأحمر تتحرك على وجه السرعة إلى المناطق المستهدفة لانتشال المصابين والجرحى والشهداء، ولكن في غالب الأمر يتم إطلاق النار على كوادرنا العاملة، عندما تكون هناك سيطرة وتوغل لقوات الاحتلال في هذه المناطق، مما يعيق الحركة ويمنع من الوصول إلى المصابين والجرحى، وبالتالي يتم تركهم ينزفون حتى الموت".
ولفت النمس إلى أن "النقطة الوحيدة التي تعمل في شمال قطاع غزة هي نقطة ميدانية تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، وتستقبل حوالي مئتي حالة بين المتوسطة والخفيفة، والمرضى الذين يستطيعون الوصول، يتم تقديم الخدمات الأولية المتوسطة والخفيفة لهم، حتى لا يكون هؤلاء الذي يقدر عددهم بحوالي 500 ألف نسمة بلا مرافق صحية".
متحدث اللجنة الدولية للصليب الأحمر يدعو لإجلاء المصابين من غزة فورا
وقال النمس إن "شهادات المواطنين تفيد بأن القوات الإسرائيلية اعتدت عليهم بعد السيطرة على مناطق سكنية في أجزاء مختلفة من قطاع غزة، ووردنا بأنهم تلقوا معاملة غير إنسانية وتعرضوا إلى الضرب والتنكيل والاعتقال والاستجواب لساعات طويلة في ظروف غير إنسانية واقتياد عدد كبير منهم إلى أماكن مجهولة".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1400 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حتى الـ9 من يناير/ كانون الثاني الجاري (اليوم رقم 95 للحرب على غزة)، عن مقتل أكثر من 23 ألف قتيل ونحو 60 ألف مصاب، إضافة إلى نحو 7 آلاف مفقود، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
مناقشة