وأضاف لـ "سبوتنيك"، أن "ما تقوم به إسرائيل من عمليات اغتيال متكررة ومتواصلة واستهدافات للمدنيين اللبنانيين دليل إفلاس وتخبط وهروب إلى المجهول، من قبل إسرائيل التي فشلت في تحقيق أي انتصار في قطاع غزة، رغم حجم الدمار غير المسبوق، وأعداد القتلى والجرحى الكبير جدًا، والتي لم تشبع رغبة إسرائيل المتعطشة دائما للقتل".
وأوضح أن هناك فجوة كبيرة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن وإداراته، حيث أصبحت أمريكا محرجة جدًا على الصعيد الدولي في تأمين الحماية القانونية والدبلوماسية لإسرائيل، فيما تراجعت سمعة واشنطن بشكل كبير بسبب دعمها المطلق لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، والتي لم تحقق أي نتائج طوال 3 أشهر من العدوان المتواصل، إضافة إلى رغبة نتنياهو لتوسيع الحرب في جنوب لبنان، علّه يحقق أي انتصار في مكان آخر غير غزة، حتى يقلل من سرعة نهايته السياسية.
ويرى عبدو أن هذه الأمور المجتمعة دفعت واشنطن إلى الضغط لعدم فتح الحرب في جبهة لبنان، حيث تعلم أن الحرب ستضعف إسرائيل أكثر وستؤدي إلى خسارتها بشكل أكبر، وهي تحاول الموازنة بين الرغبة الإسرائيلية في توسعة الحرب وعدم زيادة رقعتها حفاظًا على مصالحها التي باتت مهددة، بسبب ضعف حليفها الاستراتيجي إسرائيل.
وبيّن أن "واشنطن طلبت من تل أبيب الذهاب باتجاه العمليات الأمنية والاستهدافات، علّها تحقق أي نصر وتخفض من ضغوط الرأي العام العالمي ضدها، حيث تتعرض إسرائيل لخسارة استراتيجية تجعل من قيادتها في حالة تخبط غير مسبوقة، لأنهم يدركون أن عدم تحقيق أي نصر استراتيجي في حرب غزة سيؤدي إلى زوالهم، وهو ما يستدل عليه من عدم الثقة الموجودة بين القيادات السياسية والعسكرية من جهة وبين الحكومة والمستوطنين من جهة أخرى، وعدم رغبة المستوطنين بالعودة إلى المستوطنات لعدم توافر الأمان هناك، وعجز جيش الكيان الإسرائيلي عن حمايتهم".
واستبعد عبدو أن تنجح إسرائيل في تحقيق الانتصار المطلوب عبر عمليات الاغتيال التي تنفذها، وقال إن التجربة التاريخية دليل واضح، إذ أن اغتيال قادة المقاومة عبر التاريخ زادت من قوة وعتاد هذه المقاومة، ومن نسبة الكراهية والعداء لإسرائيل وأمريكا، فالحرب حرب أجيال، وهي حرب فكرة وحضارة ولا تتوقف عند شخص القائد أو مجموعة قادة، أو حتى الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة.
ويرى أن الحرب اليوم "حرب استنزاف طويلة ستكون الغلبة فيها لأصحاب الحق، خاصة أن المقاومة لديها العديد من أوراق القوة والتي تمكنها من التعامل مع العدو بذكاء، وهي قادرة على ردعه عبر التوازنات التي فرضتها وستفرضها لاحقا في الميدان، وصولاً إلى إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار والتراجع أو الضغط أكثر من قبل أمريكا، بعد الوصول لقناعة أن خسائر إسرائيل الفادحة لن تمكنها من تحقيق أي نتائج أو انتصارات في الميدان".
وأعلن "حزب الله" اللبناني، الاثنين الماضي، مقتل أحد قادته الميدانيين في بلدة خربة سلم جنوبي لبنان. وقال الحزب في بيان، إن "الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف سيارة القائد الميداني وسام الطويل، في بلدة خربة سلم، ما أدى إلى مقتله".
من جهتها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن "سلاح الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف أحد القادة العسكريين في حزب الله، وسام طويل، الذي يعادل رتبة لواء في الجيش الإسرائيلي، وهو المسؤول عن قصف القاعدة الجوية الإسرائيلية في ميرون".
وأعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، أمس الأربعاء، تقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي "ردًا على شكوى إسرائيل حول عدم التزام لبنان بالقرار 1701"، مشيرةً إلى أن إسرائيل هاجمت مراكز للجيش 34 مرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وقالت الخارجية اللبنانية، في رسالتها، إن "الهجمات العسكرية الإسرائيلية على أراضينا ترتقي إلى درجة جرائم الحرب"، مؤكدةً أنها أدت إلى تهجير أكثر من 75 ألف مواطن من الجنوب.
وطلبت الخارجية دعم الأمم المتحدة الدولة اللبنانية لبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية من خلال تقوية القوات المسلحة، لا سيما من خلال تقوية وتعزيز انتشار هذه القوات جنوب نهر الليطاني وتوفير لها ما تحتاج من عتاد وعديد بالتعاون مع "اليونيفيل" بحيث لا يكون هناك سلاح دون موافقة حكومة لبنان ولا تكون هناك سلطة غير سلطة حكومة لبنان.
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل توترًا وتبادلًا متقطعًا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، وذلك منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 23 ألف قتيل من المدنيين الفلسطينيين وإصابة ما يزيد عن 50 ألف شخص.