وذكرت القناة "12" الإسرائيلية، مساء أمس الأربعاء، أنه جرت واقعة محرجة لكثير من وزراء الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماع "كابينيت الحرب"، مع أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، حينما شكر الأخير المجلس الوزاري "الكابينيت" على موافقته لنقل القمح إلى غزة، دون علمهم.
وأوضحت القناة على موقعها الإلكتروني، أن بلينكن اعترف بموافقة إسرائيل على نقل القمح إلى داخل غزة، وشكرها على ذلك، في حين لم يعلم الوزراء الإسرائيليون بتلك الموافقة سوى من وزير الخارجية الأمريكي نفسه.
وأوضح أهالي المحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس"، أن الموافقة الإسرائيلية على دخول القمح لغزة يعني "هدية لحماس" و"هدية للسنوار"، ووقوع ضرر مباشر للمحتجزين والرهائن لدى "حماس"، على حد قول القناة.
فيما أوضح مكتب رئيس الوزراء أنه لم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن بعد، وأنه لا يوجد التزام إسرائيلي بهذا الصدد، وأن المسألة قيد الدراسة وقد طرحها الجانب الأمريكي، والأمر سيناقش في مجلس الوزراء لاحقا.
وكان وزير الخارجية الأمريكي قد طرح في اجتماعه مع وزراء "مجلس الحرب" الإسرائيلي، الطلب الأمريكي لتبني حل الدولتين كرؤية "لليوم التالي" للحرب، وفق ما أفادت القناة "13" الإسرائيلية، أمس الأربعاء.
وقال بلينكن للوزراء في "مجلس الحرب": "الفلسطينيون مثلكم، لديهم طموحات أيضًا. عليكم قبول ذلك". ورد على ذلك وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، رون ديرمر، بقوله: "85% من الفلسطينيين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) يؤيدون المجزرة التي وقعت يوم السبت الأسود"، يقصد هجوم "حماس" على إسرائيل، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ونقلت القناة عن مسؤوليين إسرائيليين وصفتهم برفيعي المستوى، أن رسالة بلينكن هي أنه إذا لم يتم طرح حل الدولتين كرؤية، فإن إسرائيل لن تتقدم سياسيا، ولا حتى مع السعودية، في إشارة لملف تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
كما قال بلينكن للوزراء: "من المستحيل القضاء على حماس بشكل كامل". وأجاب ديرمر: "لم يتم القضاء على النازية أيضًا - لكن لا توجد دولة نازية اليوم".
يشار إلى أن بلينكن وصل إلى إسرائيل، يوم الاثنين الماضي، وذلك للمرة الخامسة منذ بداية الحرب على قطاع غزة، في إطار جولة إقليمية بدأها في تركيا واليونان وشملت أيضا السعودية والأردن وقطر والإمارات ومصر، وشملت لاحقا الضفة الغربية.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة، في 7 أكتوبر 2023، بعد هجمات مفاجئة نفذتها "حماس" على مستوطنات في غلاف غزة.
وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي، واختطاف نحو 240 على يد الحركة الفلسطينية ونقلهم إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية، فيما خلّف القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع دمارًا هائلًا، وما يزيد عن 23 ألف قتيل فلسطيني، جلّهم من الأطفال والنساء، وأزمة إنسانية خانقة.