وقال القحوم في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن مطالبات المجلس بوقف العمليات والاستهدافات ضد السفن الإسرائيلية والمتجهة إليها دون الحديث عن وقف الحرب ووقف عمليات الإبادة الجماعية ورفع الحصار عن قطاع غزة والشعب الفلسطيني، هو نوع من التواطؤ والمعايير المزدوجة في ظل استمراره بدعم الصهاينة في العدوان البربري وحرب الإبادة للشعب الفلسطيني المظلوم والوقوف مع الجلاد ضد الضحية.
وتابع: "ما صدر عن مجلس الأمن خلال الساعات الماضية لم يكن مفاجأة، هذا هو ديدن المجلس الذي لم يقف يوما ما مع حق الشعوب، بل يكرس الغطرسة والهيمنة الغربية والقطبية الواحدة ويشرعن التحركات الاستعمارية الغربية على دول وشعوب المنطقة برمتها، ونهب خيراتها وثرواتها وحفظ المصالح الغربية كحق مشروع بعيدا عن الشعارات الزائفة واليافطات التي يرفعونها تحت عناوين الإنسانية وحقوق الإنسان".
وتساءل القحوم: "أين الإنسانية وحقوق الإنسان مما يجري في غزة الصمود والعزة وهي تذبح من الوريد إلى والوريد برعاية أمريكية بريطانية غربية، وبأيادي صهيونية إجرامية وآثمة، وفي الوقت ذاته، يعمل مجلس الأمن ومن ورائه الصهيونية العالمية على التضليل الممنهج وانتهاج سياسة الكيل بمكيالين والازدواجية المفضوحة، وكيل الاتهامات الغير حقيقية وتسويق الأكاذيب والأباطيل الزائفه من أجل تمرير مشاريعهم الاستعمارية ومؤامراتهم الشيطانية على الشعوب الحرة والدول الرافضة لأمريكا وإسرائيل والغرب".
وأوضح القحوم، أن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في جلسة مجلس الأمن الدولي كانت تسعى إلى شرعنة التحركات العدائية باتجاه اليمن لإيقاف عملياتها الكبرى والاستراتيجية والمؤثرة والفاعلة والقوية والمزلزلة ضد الكيان الصهيوني، من خلال ضربه بالصواريخ الباليستية المجنحة والمتطورة والطائرات المسيرة ذات الفعل المؤثر واستهداف أهداف حيوية وعسكرية واقتصادية في فلسطين ووصولها إلى أهدافه.
وأكد القحوم استمرار العمليات الاستراتيجية اليمنية التي تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والسفن المتجهه إليه فقط نصرة لفلسطين وغزة، ولن نكترث لكل التهديدات والتحركات العدائية الأمريكية والبريطانية ولن تتوقف حتى تتوقف الحرب.
وأردف: "نؤكد على أن اليمن ملتزمة بالقانون الدولي في حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر و شريك أساسي في ذلك، ولا يشكل أي تهديد على الملاحة البحرية، وما يهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر هو التواجد الأمريكي والبريطاني والغربي الغير مبرر، وفي نفس الوقت هذا التواجد الغربي يتجاوز القانون الدولي ويدوس عليه وهو انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية في أعالي البحار".
يأتي ذلك بعد ساعات من قرار اتخذه مجلس الأمن الدولي دعا من خلاله إلى وقف فوري لهجمات "أنصار الله" اليمنية على سفن في البحر الأحمر، مطالباً كذلك كل الدول باحترام حظر الأسلحة المفروض على الجماعة اليمنية.
وفي وقت سابق، أعلنت "أنصار الله" تنفيذها عمليةً مشتركةً بعدد كبير من الصواريخ البالستية والبحرية والطائرات المسيرة استهدفت سفينة أمريكية قالت إنها تقدم الدعم لإسرائيل، في "رد أولي" على قصف القوات الأمريكية، الأسبوع الماضي، زوارق للجماعة ومقتل 10 من أفرادها.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية إحباط هجوم لـ"أنصار الله" وصفته بـ"المعقد" بـ 18 طائرة مسيّرة وصاروخي كروز مضادين للسفن، وصاروخ باليستي مضاد، باتجاه ممرات الشحن الدولية جنوب البحر الأحمر، مشيرةً إلى أن الهجوم هو الـ 26 للجماعة منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وتصاعد التوتر في البحر الأحمر، عقب إعلان "أنصار الله" اليمنية، يوم الأحد الماضي، مقتل 10 من قواتها إثر قصف أمريكي استهدف ثلاثة زوارق تابعة لها، محملةً واشنطن تبعات ذلك.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية حينها، إن مروحيات البحرية الأمريكية أغرقت ثلاثة زوارق لجماعة "أنصار الله" وقتلت طاقمها أثناء مهاجمتهم سفينة الحاويات "ميرسك هانغزو" قبالة سواحل اليمن جنوب البحر الأحمر.
وردّ زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، يوم الخميس الماضي، على القصف الأمريكي، بالقول إن "الاستهداف لزوارق البحرية في البحر الأحمر، لن يبقى دون رد وعقاب".
ومنذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تبنت "أنصار الله" استهداف 11 سفينة في البحر الأحمر وباب المندب، بالصواريخ والطائرات المسّيرة، خلال تنفيذ قرارها بمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ إسرائيل من المرور في البحر الأحمر، ردًا على عمليات الجيش الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.