ويؤكد ذلك تباين المواقف العربية من عملية الاستهداف ضد جماعة "أنصار الله" اليمنية.
وذكر بيان وزارة الخارجية في سلطنة عُمان أنها "حذرت مرارا من اتساع دائرة الصراع والمواجهة في المنطقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ودعت الوزارة إلى "سلام عادل وشامل" لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما ناشدت جميع الأطراف إلى "وقف المزيد من تصعيد العمليات العسكرية والتركيز على الأسباب الجذرية للأزمة"، فيما أعربت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم 12 يناير/ كانون الثاني الجارى، عن قلقها البالغ على إثر تصاعد العمليات العسكرية في منطقة البحر الأحمر، والغارات الجوية التي تم توجيهها لعدد من المناطق داخل اليمن.
ودعت لضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار فى المنطقة، بما فى ذلك أمن الملاحة فى البحر الأحمر.
ونفذت واشنطن أكثر من 70 غارة فجر الجمعة على عدة مدن يمنية، ما أدى إلى مقتل وإصابة 11 من جماعة "أنصار الله"، فجر الجمعة، وفق بيانها.
وكشفت جماعة "أنصار الله" اليمنية، اليوم السبت، "تأثير الضربات الأمريكية على القواعد العسكرية في العاصمة صنعاء"، وقال محمد عبد السلام، المتحدث باسم جماعة "أنصار الله"، في تصريحات صحفية، إن "الضربات الأمريكية البريطانية في اليمن، التي استهدف أحدثها قاعدة "الديلمي" الجوية شمال العاصمة صنعاء، لم يكن لها تأثير يذكر".
وكان نائب وزير الإعلام في حكومة "أنصار الله"، قد قال في تصريحات لقناة "العربي"، إن "الدول التي تنطلق منها الهجمات الأمريكية لضرب اليمن ستكون عرضة للرد العسكري"، مؤكدا الجاهزية لاستهداف أي قواعد عسكرية تنطلق منها الهجمات الأمريكية.
وبشأن تباين المواقف يقول مدير المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء الدكتور زكريا حمودان، إن المواقف العربية متباينة بالأساس بالنسبة للقضية الفلسطينية، وهو ما يفسره تباينها بشأن اليمن.
وأضاف، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن تباين الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية ينسحب على القضية اليمنية، دون تأثير منفرد.
وحذر حمودان من أن استمرار استهداف اليمن يمكن أن يؤدي إلى تفجر الوضع في المنطقة.
ويرى أن الهدف الأمريكي من التصعيد يهدف لتسخين المنطقة بشكل كامل ومن ثم تهدئتها وفق اتفاق شامل تجاه المنطقة، بما يسمح لها برسم ما تريده في المنطقة دون غيرها من القوى الكبرى.
وتابع "واشنطن تريد التأكيد على أنها اللاعب الرئيسي في المنطقة وباب المندب والبحر الأحمر، وأنها لا أحد يمكن أن يتحكم فيهما".
وشدد على أن الجانب اليمني سيرد على عمليات الاستهداف، ولن يمررها دون موقف واضح.
وفي ذات الإطار، يقول المحلل الاستراتيجي محمد سعيد الرز: "باستثناء البحرين، رفضت الدول العربية المشاركة في الحملة ضد "الحوثيين" في اليمن".
وتابع: "كان لمصر والمملكة العربية السعودية موقف ملفت حيال هذا الأمر ، حيث أكدت القاهرة أن جهودها تنصب الآن على وقف النار في غزة ومنع تهجير أهلها ومعالجة أسباب الأزمة من خلال دمج الضفة بغزة وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، ما يعني رفض مصر لأي توسيع للحرب سواء على لبنان أو اليمن وهو موقف مبدئي رغم الخسائر اللاحقة بقناة السويس، جراء أحداث اليمن.
وأضاف محمد سعيد الرز: "لا يمكن اعتبار مشاركة البحرين معبرة عن الموقف العربي العام، وما حرص أمريكا على إعلان مشاركة البحرين سوى محاولة باهتة للتغطية على فشلها في تكوين حلف عربي معها".
ويرى الرز أن "لجوء الولايات المتحدة ومعها حلف الأطلسي لمهاجمة اليمن ليس فقط بسبب استهداف الحوثيين للسفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى ايلات، فالمسألة أكبر من ذلك، لأنها ترسم خارطة للهيمنة الأطلسية على المنطقة العربية من خلال التواجد المسلح في البحرين الأبيض المتوسط والأحمر".
وأضاف: "معظم عمليات الاستهداف ضد المنطقة العربية تمت من أربعة منافذ هي من الشمال التركي والغرب عبر البحر المتوسط والشرق الفارسي والجنوب الإثيوبي والبحر الأحمر، ونرى الآن تكرارا لهذا الغزو تم التمهيد له بالحرب على غزة لإعادة طرح مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي قالت عنه كوندوليزا رايس عام 2008 أنه بات موضوعا على السكة، بعدما مهد لإطلاقه شيمون بيريز بداية الألفية الثانية وحدد قواعده بإعادة الهندسة التجارية والهندسة التاريخية للمنطقة لطي صفحة الماضي وصراعاته على أنقاض الوحدات والكيانات الوطنية العربية".
وتابع: "الان أصبحت صواريخ اليمن بالمفهوم الأطلسي، تهدد الأمن العالمي، أما الحرب العنصرية الجهنمية على غزة فهي مجرد دفاع إسرائيلي عن النفس وفق نفس المفهوم".
وتابع المحللل السياسي: "الآن بدأت تتضح يوما بعد يوم إبعاد كلمة نتنياهو لحظة بدء الحرب على غزة بأنها ستغير وجه المنطقة"، مشيرا إلى أنه بالمنظور الاستراتيجي لهذه التطورات فإن انفلات الحرب وتوسيعها على هذا النحو لن يهدد الاستقرار الإقليمي فقط ، بل والدولي أيضا، لأن المسألة لم تعد حربا محدودة بل تتضمن السعي لتغيير خريطة المنطقة، ولذلك بدأت التوقعات بالذهاب إلى ردود الفعل المتوقعة دوليا وخاصة من محور الشرق لتأخذ الاستراتيجيات المعتمدة منحى جديدا.
وجددت أمريكا وبريطانيا، مساء اليوم السبت، قصف مواقع لجماعة "أنصار الله" اليمنية، مستهدفةً محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن.
وأبلغ مصدر في السلطة المحلية، وكالة "سبوتنيك"، بأن مقاتلات أمريكية وبريطانية شنت غارة على القاعدة البحرية في منطقة الكثيب قبالة ميناء الحديدة.
وأضاف أن القصف الجوي سبقه تحليق مكثف وعلى علو منخفض على سواحل مدينة الحديدة.
وجاء القصف الجوي على القاعدة العسكرية البحرية في الحديدة، بعد ساعات من استهداف أمريكي وبريطاني بثلاث غارات على قاعدة الديلمي الجوية شمالي صنعاء.