طاقة الشمس لا حدود لها فعليا في حين أن الموارد مثل الفحم أو الغاز محدودة، وبالتالي تصبح مزارع الطاقة الشمسية قادرة بما يكفي للتأثير على الطقس المحيط بها وفي النهاية المناخ ككل، وذلك حسب دراسة نشرت على موقع "ساينس أليرت".
في الدراسة الجديدة، درس الباحثون التأثير الذي قد تحدثه مزارع الطاقة الشمسية التي تغير المناخ في أماكن أخرى من العالم.
على المدى الطويل، يمكن أن يؤثر تغير المناخ على الغطاء السحابي في مناطق معينة وعلى كمية الطاقة الشمسية التي يمكن أن تتولد، ومن المرجح أن يشهد شمالي أوروبا انخفاضا في الطاقة الشمسية على سبيل المثال، في حين ينبغي أن تكون هناك زيادة طفيفة في الإشعاع الشمسي المتاح في بقية أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية وشمالي الصين.
وإذا أردنا أن نبني مزارع طاقة شمسية عملاقة حقا، تمتد على بلدان وقارات بأكملها، فقد يكون لها تأثير مماثل، بحسب الدراسة.
في الدراسة الأخيرة عن هذا الموضوع، استخدم الباحثون برنامج كمبيوتر لنمذجة نظام الأرض ومحاكاة كيفية تأثير مزارع الطاقة الشمسية الافتراضية الضخمة التي تغطي 20% من الصحراء الكبرى، على توليد الطاقة الشمسية في جميع أنحاء العالم.
إذا كانت تلك الألواح الشمسية في الصحراء الكبرى، فإن عمليات المحاكاة التي أجريت خلال الدراسة تظهر أن مصدر الحرارة الجديد هذا سيعيد ترتيب أنماط المناخ العالمي، ويحول هطول الأمطار بعيدًا عن المناطق الاستوائية ويؤدي إلى أن تصبح الصحراء أكثر اخضرارًا مرة أخرى، تمامًا كما كانت قبل 5000 عام فقط أو نحو ذلك.
وهذا بدوره سيؤثر على أنماط الغطاء السحابي وكمية الطاقة الشمسية التي يمكن توليدها حول العالم.
الجدير بالذكر، أن هذه الدراسة لا تخلو من بعض المحاذير التي نوّهت لها، فلن تتغير الأمور إلا بنسبة قليلة في المئة على الأكثر مهما كانت كمية الطاقة الشمسية التي تبنى في الدول الاسكندنافية التي ستظل باردة وغائمة، وستظل أستراليا حارة ومشمسة.
ولكن في عالم المستقبل الذي تستثمر فيه كل منطقة تقريبًا في المزيد من مشاريع الطاقة الشمسية وتصبح أكثر اعتمادًا عليها، فإن التفاعل بين موارد الطاقة الشمسية يمكن أن يشكل مشهد الطاقة، ما يخلق شبكة معقدة من التبعيات والمنافسات والفرص.