أصغر نبات مزهر على وجه الأرض قد يصبح مادة غذائية مغذية لرواد الفضاء في المستقبل، فضلا عن كونه مصدرا عالي الكفاءة للأكسجين. وللمساعدة في اختبار مدى ملاءمتها للفضاء، تم إخضاع كتل طافية من عدس الماء (بحجم رأس الدبوس) لـ20 مرة من جاذبية الأرض على متن جهاز الطرد المركزي ذو القطر الكبير التابع لوكالة الفضاء الأوروبية من قبل فريق من جامعة ماهيدول في تايلاند.
وتدور أجهزة الطرد المركزي في أسرع حالاتها بمعدل يصل إلى 67 دورة في الدقيقة، مع وضع أياديها الستة في نقاط مختلفة على طول أذرعها، ويزن كل منها 130 كغم، وكل منها قادر على استيعاب 80 كغم من الحمولة.
يعتبر العدس المائي أصغر نبات مزهر على وجه الأرض، فهو أصغر حتى من طحلب البط الأكثر شهرة. وهو مثل الطحلب البطي، يعتبر العدس المائي نباتًا مائيًا يطفو فوق المسطحات المائية التايلاندية والآسيوية.
يوضح تاتبونج تولياناندا، رئيس فريق جامعة ماهيدول: "لقد أصبحنا مهتمين بالعدس المائي لأننا أردنا وضع نموذج لكيفية استجابة النباتات لمستويات الجاذبية المتغيرة. نظرًا لأن الوجبة المائية لا تحتوي على أي جذور أو سيقان أو أوراق، فهي في الأساس مجرد كرة تطفو على جسم مائي. وهذا يعني أنه يمكننا التركيز بشكل مباشر على التأثيرات التي قد تخلفها تحولات الجاذبية على نموها وتطورها.
وأضاف تولياناندا: "عدس الماء ينتج الكثير من الأكسجين من خلال عملية التركيب الضوئي، ويعتبر أيضًا مصدرًا جيدًا للبروتين، والذي يتم استهلاكه في بلادنا لفترة طويلة".
تم وضع عينات من عدس الماء في صناديق مجهزة بمصابيح "إل أي دي" تحاكي ضوء الشمس الطبيعي. كانت هذه الصناديق بعد ذلك داخل جهاز الطرد المركزي، ثم تركت لتنمو أثناء الدوران عند 20 غراما.
وأشار تولياناندا إلى أن "تجربتنا التي تستغرق أسبوعين تتيح لنا الوصول إلى جيلين من الوجبات المائية بشكل عام، ما نقوم به بعد ذلك هو فحص النباتات مباشرة، ثم تحويل المستخلصات إلى شكل حبيبات صلبة سنأخذها إلى المنزل لدراستها. ثم يمكننا إخضاع هذه العينات لتحليل كيميائي مفصل للحصول على نظرة ثاقبة لنطاق واسع من استجابة الجاذبية المفرطة للعدس المائي".