حتى الآن، لم يصدر الجانب القطري أي بيانات رسمية للتأكيد أو النفي، لكن بعض الوكالات أكدت توقف المرور عبر البحر الأحمر.
ووفقا لبيانات تتبع السفن من LSEG "إل.إس.إي.جي"، توقفت ناقلات الغارية والحويلة والنعمان قبالة ساحل عمان في 14 يناير/ كانون الثاني، وتوقفت الركيات يوم 13 يناير، بعد تحميلهما في رأس لفان في قطر وكان من المفترض أن تتجه إلى قناة السويس.
وشحنت قطر أكثر من 75 مليون طن من الوقود في عام 2023. وذهب منها 14 مليون طن إلى أوروبا و56.4 مليون طن إلى آسيا، وفق الخبراء وبيانات مؤسسية.
وقامت أكبر شركات الشحن في العالم مثل MSC، وMaersk، وCMA CGM، وHapag-Lloyd بتحويل العديد من رحلات البحر الأحمر المخطط لها إلى جنوب أفريقيا بسبب التهديدات الأمنية، وقد تحوّلت 80% من السفن من استخدام قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح، هذا الأمر يؤدي إلى التأخّر في وصول الشحنات وإلى ارتفاع التكاليف التي زادت بأكثر من 300%، وارتفاع تكاليف التأمين على النقل البحري.
كما دفعت الظروف السائدة في البحر الأحمر وقناة السويس سفن الحاويات إلى تطبيق رسوم إضافية طارئة في موسم الذروة، بالإضافة إلى الزيادات العامة في الأسعار المطبقة بالفعل. ارتفعت أسعار الشحن بنسبة 80% في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023.
زادت أسعار الشحن البحري بين الشرق الأقصى وشمال أوروبا بنسبة 124% منذ تصاعد الأزمة في منتصف ديسمبر 2023. وزادت الأسعار بين الشرق الأقصى والساحل الشرقي للولايات المتحدة بنسبة 45%، كما ارتفعت الأسعار إلى البحر المتوسط بنسبة 118%.
وفق مؤشر شنغهاي للشحن بالحاويات (SCFI)، الذي يقيس متوسط تكلفة حاوية بطول 20 قدمًا يتم شحنها من شنغهاي إلى أوروبا، وهو المقياس الأكثر استخدامًا لتكلفة الشحن، قد وصل إلى 3101 دولارًا لكل حاوية بعد أن كان 2871 دولارًا يوم الجمعة الماضي 12 يناير، أي ارتفع بنسبة 310% عن المستوى الذي شهده في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني.
في الإطار ذاته، يقول الخبير المالي والاقتصادي العراقي، الدكتور صفوان قصي، إن التهديدات في البحر الأحمر أصبحت جدية، ورفعت أسعار التأمين. وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الفترة الحالية أصبحت حرجة بالنسبة للمصدرين والمستهلكين، خاصة أن الانفلات قد يؤدي إلى توقف النقل عبر البحر الأحمر.
وأوضح أن توقف نقل الغاز أو تحويل المسار يحمل المزيد من الأعباء الاقتصادية للاتحاد الأوروبي في فصل الذروة "الشتاء"، ما يجبر الأوروبيين للبحث عن وقف للصراع بسبب الضرر الذي يحمله استمراره وتمدده.
يقول خلفان الطوقي، المحلل الاقتصادي العماني، إن قطر هي أكبر مصدر للغاز المتجه لأوروبا وآسيا، ومن شأن الخطوة ارتفاع أسعار الغاز.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الخطوة تزيد من أسعار التأمين وكلفة الإنتاج، ما يعني أن آثاره ستمتد إلى مختلف دول العالم وليس إسرائيل فقط.
ولفت إلى أن الضرر يطال قناة السويس، كما الدول المستقبلة للغاز، وبالتالي ينعكس على المستهلك النهائي وهو المواطن الذي سيدفع ثمن ارتفاع أسعار المنتجات، إثر التضخم وتعطل سلاسل الإمداد.
كما ارتفعت أقساط الشحن من البحر المتوسط إلى شمال أوروبا إلى 800 دولار، وهي زيادة صارخة عن القسط السابق البالغ 250 دولارًا، أي بزيادة نسبتها 220%، وارتفعت أيضًا معدلات التوصيل من شمال أوروبا إلى آسيا بنسبة 44%.
وكشف المكتب الإعلامي لميناء أنتويرب البلجيكي، وهو ثاني أضخم وأكبر ميناء شحن في أوروبا، عن المخاطر التي تواجهها التجارة الأوروبية بسبب التوتر الحاصل في البحر الأحمر، الأمر الذي قد يزيد من الضغط على القارة العجوز.
وقال المكتب، اليوم الثلاثاء، لوكالة "سبوتنيك"، إن "التعريفات الجمركية آخذة في الارتفاع. ستكون الزيادة المحتملة في التعريفة الجمركية للحاويات بنسبة 60 في المئة، وزيادة أقساط التأمين بنسبة 20 في المئة".