واحدة من أعظم الألغاز في عالم الحشرات، تعيش حشرات الزيز ما يصل إلى 99.5 في المئة من حياتها تحت الأرض كحوريات، وتتغذى على عصارة جذور الأشجار، وتنتظر 13 عامًا داخل بيوتها الحاضنة لها، حتى تصبح بالغة، والبعض الآخر ينتظر 17 عامًا من أجل الخروج فوق الأرض، وذلك وفقا لتقرير نشر في مجلة "ساينس أليرت".
يمثل الظهور المزدوج لهاتين الحاضنتين في عام 2024 مناسبة نادرة لتزامن دورات حياتهما البالغة 13 و17 عامًا. لن يتكرر هذا الحدث المزدوج المثير مرة أخرى حتى عام 2445.
قد يكون العدد الهائل من حشرات الزيز التي تغني بصوت عالٍ في نطاق يصل إلى 90 ديسيبل أمرًا مزعجًا بعض الشيء، لكن هذه الحشرات غير ضارة للإنسان والحيوانات الأليفة.
الذكور هم المسؤولون عن الضجيج الصاخب المثير للصدمة، حيث يغنون للإناث الصامتة بأغاني التزاوج الخاصة بالأنواع التي تم إنشاؤها بواسطة هياكل اهتزازية على جانبي بطونهم، وتسمى الطبول.
بعد التزاوج، تستخدم الإناث أداة خاصة تسمى حامل البيض لعمل ثقوب في أغصان الأشجار الصغيرة، ووضع حمولة البيض داخلها. وبعدها تتزاوج الزيز البالغة وتضع البيض وتموت، كل ذلك في غضون أسابيع قليلة.
عندما يفقس البيض، تسقط "الشرانق" على الأرض، وتحفر في التربة وتبدأ الدورة التالية التي تبلغ مدتها 13 أو 17 عامًا، حيث تقضي معظم حياتها تقريبًا تحت الأرض.
لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف أو لماذا تقوم حشرات الزيز بهذا الدخول الجماعي المحدد في الوقت المناسب إلى العالم فوق سطح الأرض، لكن التقدم الأخير يشير إلى أن هذا اللغز قد يتم حله خلال العقد المقبل.
يُعتقد أن أعداد هذه المخلوقات الغريبة أثناء ظهورها المنسق تمثل وسيلة دفاع ضد الحيوانات المفترسة مثل الطيور والدبابير وفرس النبي.
يمكن للحيوانات المفترسة الاستفادة من هذا ومزامنة دورة حياتها مع دورة حياة الزيز لضمان توفر الكثير من الطعام في وقت التكاثر لتصبح تهديدًا أكبر وربما تمنع أي زيز من الهروب من مصيرها كوجبة.
يمكن أن توفر دراسة هذه الحاضنات رؤى قيمة حول سلوك الحشرات، وديناميكيات السكان، وتأثير ظهور الزيز على النظام البيئي، وتعد حشرات الزيز من بين الحشرات الأكثر دراسة في التطور والبيئة.