في شمال محافظة الحسكة السورية، يوجد صرح عسكري مهجور يعرف باسم "هيمو"، وحتى وقت قريب، كانت "هيمو" مركزًا صاخبًا للنشاط، حيث استضافت ما لا يقل عن 350 جنديًا أمريكيًا وكانت بمثابة ساحة تدريب لقوات "قسد" (أو ما يسمون أنفسهم بـ"قوات سوريا الديمقراطية" الموالية للجيش الأمريكي).
يمثل هذا القرار منعطفًا حرجًا في الرقعة الجيوسياسي المعقدة في الشرق الأوسط. فقد كان الجيش الأمريكي يعتبر قوة مهيمنة في المنطقة، حيث تتموضع وحداته بشكل استراتيجي لممارسة أكبر قدر من النفوذ.
وقالت الصحيفة: "إخلاء قاعدة "هيمو" هو أكثر من مجرد رد على الهجمات المتكررة، فهو يعكس النفوذ المتزايد لإيران والجماعات الموالية لها في المنطقة، وقد أصبحت هذه الجماعات قوة هائلة تتحدى القدرات العملياتية للجيش الأمريكي في هذه المنطقة، والهجمات المستمرة على القاعدة لم تختبر فقط ثبات القوات المتمركزة هناك، ولكنها شككت في جدوى الحفاظ على وجود عسكري أجنبي في منطقة تغلي بالعداء".
وفي العاشر كانون الثاني/ يناير الجاري، أعلنت فصائل عراقية أنها استهدفت قاعدة "هيمو" العسكرية الأمريكية، الواقعة إلى جهة الغرب من مطار القامشلي شمال شرقي سوريا، ردًا على استهداف الجيش الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين.
وتواصل "المقاومة الإسلامية في العراق"، منذ 17 أكتوبر، استهدافها القواعد الأمريكية في العراق وسوريا. وتؤكد، في بياناتها، أن الضربات تأتي استمراراً لنهجها في مقاومة القوات الأمريكية في المنطقة، ورداً على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.