انضمام الأردن لدعوى محكمة العدل ضد إسرائيل.. أين يصل الصدام بينهما؟

لا يزال التوتر ما بين الأردن وإسرائيل قائمًا، على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة، فيما زاد بعد انضمام المملكة إلى الدعوى القضائية في محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.
Sputnik
وهاجم أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "يسرائيل بيتنو" الإسرائيلي، الأردن، بعد انضمامه إلى الدعوى القضائية في محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.
واعتبر أفيغدور ليبرمان، الذي تولى وزارة الدفاع الإسرائيلية من قبل، أن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، يقود "حملة صليبية" ضد إسرائيل بعد انضمام المملكة إلى دولة جنوب أفريقيا في دعواها في محكمة العدل الدولية ضد تل أبيب.
وطرح البعض تساؤلات عن مدى تفاقم الأوضاع ما بين الأردن وإسرائيل، في ظل التوترات القائمة بينهما على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة.

خيار أردني

قالت الدكتورة صباح الشعار، المحللة السياسية الأردنية، وعضو مجلس النواب السابق، إن هناك تراجعا حادا في العلاقات الأردنية مع إسرائيل نتيجة الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثين ألف شخصا في ظل حكومة إسرائيلية متطرفة تدعو إلى قتل الفلسطينيين وتهجيرهم.
رئيس الوزراء القطري الأسبق: أصبحنا عاجزين حتى تقدمت جنوب أفريقيا بدعوى ضد إسرائيل
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن الحكومة الأردنية استخدمت عبارات حادة وغير مسبوقة ضد العدوان والغطرسة الإسرائيلية في إبادة الأطفال والشيوخ والنساء كعقاب جماعي على أحداث السابع من أكتوبر، وهو ما ظهر في تصريحات رئيس الوزراء الأردني الذي قال إنه لا يمكن أن يوافق الشعب الأردني على إبرام أي مشاريع إقليمية مع الجانب الإسرائيلي في وقت يستمر فيه العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
وأكدت أن الأردن يشارك في جلسات الاستماع الشفوية والمكتوبة بالقضية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وبينت الشعار أن الجانب الإسرائيلي لم يترك للأردن خيارا آخرا لعدم قبول القيادات السياسية والأمنية الإسرائيلية لأي نصيحة أو مبادرة لوقف إطلاق النار المستمر منذ أكثر من مائة يوم على الفلسطينيين.
وأوضحت أن الأردن لم يخالف أي بند من بنود اتفاقية وادي عربة غير أن الجانب الإسرائيلي خالف كثيرا من بنود الاتفاقية من خلال محاولته المساس بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بعد الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى الشريف.

دعم ثابت

بدوره اعتبر الدكتور نضال الطعاني، المحلل السياسي وعضو مجلس النواب الأردني السابق، أن التوتر ما بين الأردن وإسرائيل يتزايد، بسبب الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، ومحاولة فرض سياسة الأمر الواقع في عملية ضم الأراضي بغور الأردن وشمال البحر الميت، والنمو السرطاني للمستعمرات، والعبث بالوصاية الهاشمية، ومحاولة تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا.
غانتس: جنوب أفريقيا تمارس التشهير ضد الديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، منذ أحداث 7 أكتوبر، واستخدام إسرائيل آلة البطش والقتل والإبادة الجماعية وانتهاك كافة الحقوق الإنسانية والبشرية وإعادة غزة للعصر الحجري، بفعل التدمير المستمر وإعادة التهجير والقتل الممنهج، ووسط المعايير الدولية المزدوجة أخذ الأردن على عاتقه الدفاع عن فلسطين في كافة المحافل، ومحاولة وقف العدوان، عمل على ذلك في أكثر من مستوى.
وفيما يتعلق بانضمام الأردن للدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، قال إنه يأتي اتساقًا لموقف الأردن الثابت في دعم فلسطين والقضية الفلسطينية، معتبرًا أن هذا الانضمام عبر المشاركة في المرافعات والمداولات سيكون له تأثير سياسي كبير في محاولة وقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الإسرائيلي في غزة.
ولم يستبعد الطعاني تأثر الأردن بتداعيات هذه الخطوات، ومحاولة الحكومة الإسرائيلية تصدير أزماتها الداخلية إليه، لكن التوجيهات الملكية والحكومية وكذلك موقف الشعب الأردني تقف جميعها بموقف ثابت لدعم الشعب الفلسطيني.
وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، رفعت جنوب أفريقيا دعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، تتهمها بارتكاب "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
الأردن يعلن إصابة أحد عناصر مستشفاه الميداني في غزة
وانطلقت الجلسة الأولى للدعوى، يوم الخميس الماضي 11 يناير/ كانون الثاني الجاري، وقدم فيها الفريق القانوني لجنوب أفريقيا مبررات رفع الدعوى ضد إسرائيل، بارتكاب "إبادة جماعية" في حربها على قطاع غزة.
وصباح اليوم التالي، عقدت المحكمة، ومقرها لاهاي الهولندية، جلستها الثانية، حيث قدمت إسرائيل دفاعها عن اتهام جنوب أفريقيا لها بارتكاب "إبادة جماعية".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، عن مقتل أكثر من 24 ألف قتيل وأكثر من 60 ألف مصاب، إضافة إلى نحو 7 آلاف مفقود، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
مناقشة