في وقت سابق، نفذت إيران ضربات ضد قاعدتين، قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، إنهما تابعتين لجماعة "جيش العدل" المتشددة، فيما ردت باكستان اليوم بضربات مماثلة.
وأعلن الجيش الباكستاني، الخميس، أنه نفذ ضربات محددة الهدف بدقة في إيران باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ وذخائر وأسلحة أخرى ضربت أهدافا لجماعتين "إرهابيتين" هما جيش تحرير بلوشستان وجبهة تحرير بلوشستان، وفق البيان الرسمي.
تشير التوترات بين البلدين إلى اتساع رقعة الصراع في المنطقة، التي باتت تشهد توترات على عدة جبهات، أدت إلى تعطل الملاحة في البحر الأحمر بشكل جزئي، فيما تتعلق المخاوف بتصاعد التوترات بين إيران وباكستان والتي يمكن أن تؤثر على "مضيق هرمز" الذي يمثل أهمية كبرى من ناحية عبور سفن النفط.
أفادت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، بأن موسكو تدعو إيران وباكستان إلى أقصى درجات ضبط النفس، وحل القضايا عبر السبل الدبلوماسية فقط.
وقالت زاخاروفا، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية: "نتابع بقلق التصعيد المتزايد في الأيام الأخيرة للوضع في المنطقة الحدودية بين إيران وباكستان، وندعو الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وحل المسائل الخلافية بالطرق السياسية والدبلوماسية حصرًا، ونؤكد مرة أخرى على ضرورة القيام بكل ما يلزم لمكافحة الإرهاب خارج الأراضي السيادية بالاتفاق والتنسيق بين سلطات الدول المعنية".
بشأن مسار التوترات بين البلدين، يقول الخبير الأمني المغربي الشرقاوي الروداني، إن العلاقات الإيرانية-الباكستانية، رغم الزخم في إطار التعاون الأمني والاستخباراتي الذي وصل مستويات التنسيق والتفاهم الكبير بينهما، إلا أنها تفتقر إلى العمق والثقة المتبادلة بينهما.
يوضح الخبير الأمني في حديثه مع "سبوتنيك"، أن سبب عدم الثقة تحالفاتهم الماضية على المستويين العسكري والسياسي.
يضيف الخبير الأمني، أن الصراعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط تفرض على البلدين واقعية وبراغماتية في التعامل مع هذه التطورات، إذ أن كل من إيران وباكستان لهما مصلحة واضحة في إيجاد سقف لهذا الصراع الصغير ومسار متوافق عليه من أجل وقف التصعيد.
ولفت إلى أن الضربة الإيرانية والتي استهدفت الأراضي الباكستانية خلفها رسائل إلى كل الدول المجاورة، والتي تربطها علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، أو التي توجد فوق أراضيها قواعد عسكرية أمريكية، العراق، باكستان، أفغانستان، مفادها أن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي في حالة هجوم أمريكي مصدره هذه الأراضي.
يشير الخبير إلى أن هناك عوامل من جهة باكستان التي لا تجمعه علاقات ود مع الهند، وقد تلجأ إلى التصعيد من أجل بعث رسائل إلى نيودلهي، كما أن التيار السياسي الحاكم الحالي في "إسلام آباد" لا يكن وداً إلى إيران، وقد يكون هناك من يريد رفع سقف الصراع من أجل ربح أوراق استراتيجية، خاصة وأن هناك خلافات كبيرة خامدة بين طهران وإسلام آباد مثل منظمة تحرير "بلوشستان الانفصالي" وجبهة "تحرير بلوشستان" في مقاطعة سيستان وبلوشستان بجنوب شرق إيران.
ولفت إلى أن الصين وًروسيا ليس في مصلحتها أن يكون هناك تصعيد في المنطقة، وبالتالي فإنه من الممكن أن تدخل بكين من Рجل إرجاع الأمور إلى نصابها.
وتابع "انتهاك سيادة باكستان من جانب إيران أدى إلى تفاقم التعقيدات المستمرة في الشرق الأوسط الكبير، وحقق نتيجة غير مرغوب فيها سعت كل دولة في المنطقة إلى تجنبها".
ويرى أنه على مستوى التصعيد الإقليمي، فإن الرد الباكستاني وضع الخطوط الحمراء فقط، وأظهر عدم التسامح مع أي استفزاز مستقبلي.
فيما قال الخبير الأمني الجزائري، أكرم خريف، أن رسائل إيران في الضربة الأولى تقول أنها قادرة على استهداف دولة نووية دون مبالاة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التوقعات تشير إلى التصعيد بين إيران وباكستان، إذ تسعى بريطانيا وإسرائيل بحث باكستان على التصعيد في مواجهة إيران.
واستبعد أن يصل الأمر إلى توترات كبيرة بين البلدين، نظرا لمستوى المصالح التي ترتبط بها كل من إيران وباكستان.
ولفت إلى أن التوترات يمكن أن تعيد الحركات العقائدية والمتطرفة في المنطقة إلى الواجهة من جديد، مستبعدا أي أثر على مضيق هرمز في الوقت الراهن، بالنظر لأهمية عودة الاستقرار وأنه المسار الأقرب بين البلدين.
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الخميس، استدعاء القائم بالأعمال الباكستاني لدى طهران، لتقديم إيضاحات حول الهجوم الذي انطلق من الأراضي الباكستانية واستهدف قرية حدودية بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران.
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، بالهجوم الباكستاني، مؤكدا أنه "تم إبلاغ الاحتجاج الرسمي إلى الحكومة الباكستانية وطلبنا إيضاحا فوريا من في هذا المجال"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية.