سوريا تدشن عصر الدفع الإلكتروني المتكامل

وقال مدير الدفع الإلكتروني في المصرف التجاري السوري، المهندس وسيم العلي، إن التسديد الإلكتروني لجميع الخدمات والسلع سيسهم في تخفيف الجهد والوقت على المواطنين، وتمكينهم من تسديد فواتيرهم من أي مكان دون تحمل عناء التنقل.

ولفت العلي في تصريح لـ"سبوتنيك"، إلى أن منظومة الدفع الإلكتروني التي يعمل المصرف على توطينها رغم الصعوبات والعقوبات الأمريكية تعد عالمية بامتياز، فهي متطورة ومستقرة وتستوعب التوسع المستقبلي الذي يطمح إليه المصرف في بيئة خدماته الجديدة، كما تتيح إصدار عدد غير محدود من بطاقات الدفع الإلكتروني المتنوعة بفضل استراتيجيته الرقمية في ترقية منهجية التشغيل.

وأوضح مدير الدفع الإلكتروني أن الخدمات الإلكترونية المتكاملة التي سيتم إطلاقها عبر المنظومة الجديدة تتيح اليوم دفع الفواتير لشركات الاتصالات على اختلافها، إلى جانب بدلات الخدمات لمؤسسات الكهرباء والمياه والنقل والمرور ورسوم الجامعات، إضافة إلى وظائف وخدمات أخرى سيتم العمل على تقديمها تباعًا، كتسديد القروض والبدلات عن بعد.

وبحسب العلي، فإن المصرف التجاري كان سبّاقًا في إطلاق هذا النوع من البنى التحتية الرقمية في البلاد، تبعًا لاختصاصه كمصرف تجاري إلى جانب حجم عملياته وانتشاره الكبيرين داخل الأراضي السورية، وذلك بعد توطين المنظومة الجديدة المستقلة، وتكمن أهميتها في تعزيز التحول الرقمي عبر طرح خدمات مصرفية مبتكرة بصورة أكثر فاعلية.

وبيّن مدير الدفع الإلكتروني في التجاري السوري، أن المصرف بدأ مشاريع تجريبية لخدمات ذات طبيعة متنوعة واختبارية، منها نشر نقاط بيع ضمن محطات المحروقات الحكومية بموجب اتفاقية مع شركة "محروقات" من جهة، ومع شركات الدفع المحلية من الأخرى، وبات بالإمكان حاليا الدفع باستخدام أية بطاقة دفع صادرة عن المصارف العامة أو الخاصة والمؤسسات المالية في سوريا.

أكد المهندس مهيب عيسى، مدير مشروع الدفع الإلكتروني للشركة المنفذة في المصرف التجاري السوري، أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة والانسجام مع سياسة التحول الرقمي التي تنتهجها الحكومة السورية.

وأضاف عيسى أن المصرف التجاري السوري استشرف باكرًا ضرورة تطوير آلياته ومنظوماته وبنيته التحتية، استعدادًا لهذه المرحلة وما تنطوي عليه من بنى خدماتية لاحقة.

وكشف مدير مشروع الدفع الإلكتروني في تصريح لـ"سبوتنيك"، عن "تجهيز مركز بيانات حديث ومتطور وفق أحدث المعايير العالمية المعتمدة لمراكز البيانات، وهو قادر على تلبية كافة احتياجات المصرف الحالية والمستقبلية، والزيادات المتوقعة في عدد العملاء أو الخدمات أو الأنظمة، وقد تم استقدام أفضل التجهيزات العالمية في أمن المعطيات وفي معالجة وتخزين البيانات، والعمل على تركيب أول محولة مصرفية في سورية، وبعد إجراء المصرف وجميع الجهات الوصائية كافة الاختبارات التي تضمن دقة عمل المحولة وقدرتها على استيعاب أضعاف الخدمات الحالية".

وبحسب عيسى، فإن المشاريع التجريبية التي يتم العمل عليها تعطي انطباعا مبشرا، إذ بلغ حجم الحركات المالية على مختلف القنوات الإلكترونية للمصرف التجاري خلال النصف الثاني من العام 2023، أكثرمن 500 مليار ليرة سورية، كما بلغ عدد البطاقات الإلكترونية المصدرة أكثر من مليون بطاقة إلكترونية.

وبيّن مدير مشروع الدفع الإلكتروني أن تأمين الدفع الإلكتروني أحد الخدمات التي تتيحها المنظومة الجديدة، لكن الخدمات ليست مرتبطة فقط بالمصرف التجاري، فأي خدمة يتم تقديمها لها عدة مكونات (مفوترين، قنوات دفع إلكتروني، محولات مصرفية)، وتعتبر أنظمة المصرف التجاري جزءًا من هذه المكونات، ويتم العمل على تكاملها مع المنظومات الفرعية لمقدمي الخدمات والمرافق الأخرى.

وأضاف عيسى: "ثمة أهمية استثنائية للمصرف التجاري السوري، تكمن في حجمه الكبير ضمن القطاع المصرفي الوطني، وتنوع الخدمات التي يقدمها لمختلف الفعاليات الاقتصادية في البلاد، وهذا يتطلب تأمينا لمتطلبات التحول الرقمي بما في ذلك التوسع في استيعاب الزيادة الكبيرة المتوقعة لعملاء المصرف في المدى المنظور والبعيد، والازدياد المتسارع في عدد الخدمات ونوعيتها التي يتطلب توافرها في القطاع المصرفي السوري، والإقبال المتزايد على استخدام الدفع الإلكتروني، والتطورات المتسارعة في السياسات المالية والمصرفية وضرورة تأمين متطلباتها".

وأوضح مدير مشروع الدفع الإلكتروني للشركة المنفذة أهمية نشر ثقافة الدفع الإلكتروني واتخاذ جميع الإجراءات الفنية اللازمة لتحقيق الانتقال السلس للدفع الإلكتروني بشكل كامل، وبأسرع وقت ممكن وفقاً للقنوات المعتمدة من قبل مصرف سورية المركزي.