ويبدأ الشاب سامر محمود، بعد الفجر في إحضار ما يحتاجه لصنع الشاي لعدد من النازحين في خان يونس جنوبي قطاع غزة، ويقول محمود لوكالة "سبوتنيك": "نبدأ بالعمل بعد الفجر، حيث أذهب الى مدينة رفح لشراء الحطب ثم إحضاره وتكسيره وشراء السكر والشاي، بعدها يتم إشعال النار، ونقوم بتجهيز الماء المغلي وعمل الشاي".
وأضاف محمود: "الناس تبقى لفترة طويلة بانتظار الشاي، لأنه أصبح شحيح، وأنا الوحيد الذي أعمل الشاي هنا، ويفضل الناس الشاي سكر زيادة، لذلك أقوم بوضع كمية سكر أكثر أثناء عمل الشاي بالرغم من غلائه، فرطل السكر ارتفع سعره الآن إلى 40 شيكل (تقريبا 11 دولار أمريكي)".
وتابع: "وكذلك ارتفع سعر الشاي وسعر الحطب وحتى الماء نشتريه بسعر مرتفع، ولكني لا أرفع أسعاري على النازحين، فقط أبيع كوب الشاي بشيكل واحد، وهذا جعل كثير من النازحين يأتون إلي، وأبقى لساعات وأنا أبيع الشاي، وكلما انتهيت من ابريق عملت غيره".
ويقول النازح يونس جابر، لـ"سبوتنيك": "شرب الشاي بات صعب المنال، فهناك نقص في كل شيء تقريبا، وارتفعت الأسعار بشكل كبير، ولقد تعودت على شرب الشاي بعد صلاة الفجر، لذلك آتي إلى هنا وأنتظر دوري للحصول على كوب من الشاي بثمن شيكل واحد، وربما هذا مبلغ زهيد لكني أقول إن تأمنيه يوميا بات صعبًا أيضًا".
كوب الشاي في قطاع غزة أصبح صعب المنال والنازحون يتوقون للحصول عليه
© AP Photo / Ajwad Jradat
وتابع: "كوب الشاي أصبح من الرفاهيات ولم يعد من الأساسيات الموجودة باستمرار، حاله كحال كثير من المواد الأساسية التي يحتاجها أهالي قطاع غزة، ويضطر البعض الى إعادة تدوير الشاي لاستخدامه مرة ثانية وثالثة".
وخلّفت الحرب المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، مئة ألف بين قتيل وجريح ومفقود، ودمار غير مسبوق في المباني والمنشآت والبنى التحتية ونظام صحي منهار، وبحسب الأمم المتحدة، يبلغ عدد النازحين في قطاع غزة، اليوم 1,9 مليون من أصل 2,4 مليون هو عدد سكان القطاع قبل الحرب.
كوب الشاي في قطاع غزة أصبح صعب المنال والنازحون يتوقون للحصول عليه
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأكد بيان مشترك لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، أنّ هناك "حاجة ملحة" في قطاع غزة "إلى تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية"، ودعا إلى تأمين طرق إمداد "بشكل أكثر أمن وأسرع"، محذرا من أن مستوى المساعدات الحالي "أقل بكثير مما هي الحاجة لتجنّب مزيج قاتل من الجوع وسوء التغذية والمرض".