خبير: قمة دول "عدم الانحياز" لن تخرج بأي قرارات أو مواقف مؤثرة تجاه فلسطين

قلّل الباحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، محمد الطيار، من أهمية وتأثير انعقاد قمة دول عدم انحياز فيما يتعلق بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وما تبعها من توترات بالشرق الأوسط.
Sputnik
وقال الطيار إن القمة تعقد في ظل ظروف استثنائية، اتصالا بما يحدث في فلسطين، وما تبعه من انخراط للحوثيين في اليمن.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظرفية تتجلى فيها التباينات بين الدول الأعضاء في الحركة، أي أن ما يجمعها أقل ما يفرقها، في ظل غياب أي تأثير لها بشأن مجريات الأوضاع على المستوى الدولي.
ويرى الخبير المغربي أن اللجنة الخاصة بالقضية الفلسطينية التي تضمها الحركة، لا يمكنها أن تؤثر في المواقف الدولية، تجاه الأزمة، خاصة في ظل الشلل الذي يشهده مجلس الأمن الدولي تجاه عملية وقف إطلاق النار في غزة.
واستبعد الطيار خروج القمة بأي قرارات أو مواقف مؤثرة تجاه فلسطين، كما كل القضايا العالمية الأخرى، التي يغيب فيها أي دور لحركة "دول عدم الانحياز".
ناشدها المالكي للتدخل… ما الذي تستطيع أن تقدمه حركة عدم الانحياز للقضية الفلسطينية؟
ولفت إلى أن المواقف تفتقر إلى "أوراق الضغط" التي يمكن أن تمتلكها دول عدم الانحياز بشأن مجريات الأحداث على الساحة الدولية.
وقال إن التباينات بين دول عدم الانحياز تجلت في الموقف بشأن القضية الفلسطينية، حول الصيغة والمضمون الذي ستعتمده الحركة في الإعلان السياسي الخاص بفلسطين.
وتستضيف أوغندا اليوم الجمعة وغدا قمة دول "عدم الانحياز" في ظل تطلعات لمواقف ذات تأثير في مجريات ما تشهده الساحة العالمية، وخاصة الأزمة الفلسطينية، وما تشهده دول القارة الأفريقية.
وتبحث القمة العديد من القضايا، والمواقف التي يمكن اتخاذها للتأكيد على أهمية دور الحركة، الذي غاب تأثيرها في السنوات الأخيرة، إذ برزت الحرب على غزة كملف أول في الاجتماعات التمهيدية.
وخلال الاجتماعات التحضيرية طالبت المجموعة العربية والوفد الفلسطيني بإدراج القضية ضمن "وثيقة كمبالا" انسجاما مع قرارات دول عدم الانحياز في قمة أذربيجان عام 2019 وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
مسؤول في "أطباء بلا حدود" لـ"سبوتنيك": غزة بأكملها أصبحت خط نار
لكن خلافات بين الدول ارتبطت ببعض المصطلحات بشأن تسمية ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية"، وفق تصريح لممثل أوغندا الدائم في الأمم المتحدة السفير أدونيا أيباري فإن "الإعلان السياسي حول فلسطين يتضمن تأكيدا على دعم الشعب الفلسطيني، والدعوة لوقف إطلاق النار".
ويأتي الاجتماع وسط تساؤلات عميقة، حول ما يمكن اتخاذه تجاه جل القضايا والصراعات الحاصلة، والتي تتباين فيها مواقف الدول الأعضاء في الحركة، تجاه بعض القضايا وفي مقدمتها الحرب على غزة.
وتأسست حركة دول عدم الانحياز رسميًا عام 1961 إبان الحرب الباردة، بعد الحرب العالمية الثانية، حيث عقد المؤتمر الأول للحركة من نفس العام، بحضور دول عربية، وإفريقية، وآسيوية، وأوروبية، وقادة من القارات الثلاث.
ومنذ عام 1961، عقدت الحركة 19 قمة في مختلف البلدان والقارات أخرها الحالية في أوغندا، حيث تنتقل رئاسة الحركة إلى الدولة المضيفة للقمة التي تستمر في رئاسة تدوم 3 سنوات حتى انعقاد مؤتمر القمة التالي.
وشددت كل من جنوب أفريقيا وناميبيا بموقفهما، بأن ما يشهده قطاع غزة هو "إبادة جماعية"، وطالبتا باستخدام المصطلح في الإعلان السياسي بوصفه الأدق، فيما اعترضت الهند على استخدام المصطلح، وتلتها سنغافورة في موقف مطابق، وفق مصادر متعددة.
وفي وقت سابق، دعت الجزائر، حركة عدم الانحياز إلى تبني موقف قوي وحازم حول القضية الفلسطينية، وذلك خلال القمة المنعقدة حاليا.
مناقشة