وأجرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، مقابلة مع آيزنكوت، أوضح من خلالها أنه صُدم من هجوم بعض الوزراء في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (كابينيت) على الجنرال هاليفي، بسبب إدارته للحرب على غزة، بحسب قوله.
وأشار غادي آيزنكوت، الذي تولى رئاسة الأركان من قبل، أن "هذا الهجوم وكأنه كان مرتبا له وكان كمينا ولم يكن شيئا عفويا".
وتأتي تصريحات آيزنكوت، على خلفية أزمة عميقة تكشفت في جلسة "الكابينت"، في الرابع من الشهر الجاري، بعدما هاجم أربعة وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريش، والأمن القومي إيتمار بن غفير، رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي، بعد الإعلان عن عزمه تشكيل فريق تحقيق، في أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومسار الحرب في قطاع غزة.
وقال الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، إن بلاده تخوض أصعب حرب في تاريخها، معتبرًا أن هجوم الوزراء على رئيس الأركان بعد إعلانه تشكيل فريق تحقيق في إخفاقات الحرب في قطاع غزة "هجوم ذو دوافع سياسية".
وكان اجتماع المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)، قد توقف، في الرابع من شهر يناير/كانون الثاني الجاري، بعد أن هاجم الوزراء رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي وغانتس، وقال وزيرا المال بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي إيتمار بن غفير، إن "الأسماء التي هي جزء من فريق التحقيق، أيدت في معظمها خطة "فك الارتباط عن قطاع غزة (عام 2005)". وحاول وزير الدفاع يوآف غالانت إسكات الوزيرين، وغادر مسؤولون أمنيون النقاش بعد تعالي الصرخات وتبادل الاتهامات.
وقال غانتس، في تصريحات نقلتها قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية: "نحن في أصعب حرب في تاريخنا، والتي نخوضها على جبهات عدة، وعلينا أن نعمل ضدهم كقبضة واحدة".
وأضاف: "من الجيد أن يتحمل رئيس الأركان المسؤولية بعد كارثة 7 أكتوبر، ويشكل فريقا يستخلص العبر العملياتية لاستمرار القتال، هذا هو واجبه".
وأردف غانتس: "من واجب المستوى السياسي أيضًا طرح الأسئلة (حول أحداث 7 أكتوبر). ما حدث في الأمس كان هجومًا بدوافع سياسية في خضم الحرب".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، عن وقوع نحو 25 ألف قتيل ونحو 62 ألف مصاب.