قبل يومين، أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أن التطبيع مع السعودية مفتاح لخروج المنطقة من الحرب نحو أفق جديد.
وقال، خلال كلمة أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن إسرائيل تكثف دعواتها من أجل وصول شحنة طارئة من الأدوية إلى قطاع غزة عبر مصر، في إطار اتفاق رتبته قطر وفرنسا، لتصل إلى رهائن تحتجزهم حركة حماس في القطاع المحاصر.
وفي تصريحات سابقة، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن بلاده "كانت قريبة من تطبيع العلاقات" مع إسرائيل قبل حرب غزة، مشدداً على ضرورة الوصول إلى "مسار موثوق به" نحو إقامة دولة فلسطينية بسيادة كاملة.
تأتي التصريحات في ظل ضبابية موقف رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الساعي لتوسعة دائرة الحرب، وكذلك تناقض موقف البيت الأبيض من استمرار الحرب على غزة.
وتخطت الحرب الإسرائيلية على غزها يومها الـ 100، في ظل مخاوف من توسعة دائرة الصراع وفتح جبهات جديدة للصراع على مستوى سوريا ولبنان.
يقول المحلل السياسي السعودي، وجدي القليطي، إن ما يحدث في غزة بمثابة العار على المجتمع الدولي، في ظل تفضيل المصالح العليا على القيم الإنسانية.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن موقف المملكة صريح تجاه هذه العملية بشكل واضح، والذي يتمثل في عدم إقامة أي علاقات دون وجود دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
ويرى أن "السعودية تريد كشف عورة إسرائيل في ملف حل الدولتين، وإحراج الدول الداعمة لها، ووضعهم أمام مستحقاتهم الدولية".
ولفت إلى أن موقف الرياض يحرج العديد من الدول التي طالما زعمت مساعيها لحل الدولتين، والتي لم تتخذ أي خطوات جادة في الإطار حتى الآن.
فيما يقول العميد عبد الله العسيري، الخبير العسكري السعودي، إن المملكة تكثف جهودها الدبلوماسية منذ اللحظة الأولى التي اندلعت فيها الأزمة في قطاع غزة.
وأضاف الخبير العسكري السعودي في حديثه مع "سبوتنيك"، أن المملكة تسعى لوقف المجازر التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي، والبحث عن الحلول التي تستند للشرعية الدولية عبر حل الدولتين.
ويرى العسيري أن تجديد المملكة عن موقفها تؤكد مساندتها للقضية، عبر طرحها وتأكيدها لمبادرة السلام مقابل الأرض، في مساعي لإرغام حلفاء إسرائيل على القبول بحل الدولتين.
في الإطار، يقول العميد فيصل العنزي الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، إن الاستراتيجية السعودية للأمن والرخاء تشمل المنطقة وليست السعودية فقط، وهي بذلك تسعى لبسط الاستقرار في المنطقة.
وأشار إلى أن "المواقف الدولية في الوقت الراهن ضاغطة على إسرائيل من أجل حل الدولتين، كما هو الحال بالنسبة لروسيا والصين وحتى أوروبا والبيت الأبيض"، لافتا إلى أن الرياض جادة في ملف التطبيع مقابل حل دائم لهذه الأزمة، عبر حل الدولتين.
وتوقع العسيري عدم إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في حال رفض الأخيرة حل الدولتين، مشيرا إلى أنه رغم اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن إلا أن تطبيع العلاقات بينها وبين دول المنطقة يتطلب القبول بتشكيل دولة فلسطينية.
يقول الخبير العراقي عبد الكريم الوزاني، إن "السعودية تسعى إلى وقف الحرب على غزة من خلال ورقة التطبيع".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الرياض تحرج إسرائيل أمام الرأي العام العربي والإسرائيلي عبر طرح ملف التطبيع مقابل حل الدولتين، وإنهاء الحرب التي باتت مضرة للجميع.
ويرى أن إسرائيل ستجد نفسها في مواجهة الرأي العام العربي والعالمي المعادي لها، ما قد يدفعها للمفاوضات مع السعودية في وقت لاحق.