في المرضى الذين يعانون من سرطان الدم، يتم استخدام جرعات عالية من العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية، ولكن هذه العلاجات تلحق الضرر أيضًا بالخلايا الجذعية السليمة المكونة للدم لدى المرضى. لتصحيح ذلك، قد يقوم الأطباء بإجراء نوع من زرع نخاع العظم المعروف باسم زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم "إتش إس سي تي"، حيث يتم زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم من متبرع سليم في مريض السرطان.
ولكن هناك مشكلة محتملة: يمكن للخلايا المناعية الموجودة في أنسجة المتبرع أن تهاجم أحيانًا أنسجة المتلقي، لأن الخلايا تعتبرها غريبة.
يؤثر الشكل قصير المدى من هذه الحالة، والذي يسمى مرض الكسب غير المشروع مقابل المضيف "جي في إتش دي"، على نحو 40% من مرضى زرع نخاع العظم، في حين تقدر دراسات مختلفة أن ما بين 6% و80% يصابون بشكل مزمن من مرض الطعم ضد المضيف.
هناك طرق لتقليل خطر إصابة المريض بهذا التفاعل، على سبيل المثال، من خلال وصف الأدوية المثبطة للمناعة، لكن هذا يقلل من قدرته على محاربة مسببات الأمراض. هناك أيضًا علاجات تستهدف نوعًا من الخلايا المناعية تسمى "الخلايا التائية" الموجودة في الأنسجة المانحة. على الرغم من أن هذه العلاجات يمكن أن تكون فعالة، إلا أنها قد تأتي مع زيادة خطر انتكاس السرطان أو العدوى، حسب نتائج توصل إليها العلماء بعد إجراء تجربة جديدة في 4 يناير/ كانون الثاني.
وقال الدكتور إيفان ميلارد، أستاذ الطب بجامعة بنسلفانيا، لموقع " لايف ساينس": "إن العلاج الجديد ببروتين "سي دي 24 إف" يعمل بشكل صحيح حيث يستشعر الجسم تلف الأنسجة المرتبط بإجراء عملية الزرع، وليس في وقت لاحق.
شملت التجربة الجديدة 26 مريضًا مصابًا بسرطان الدم تلقوا ثلاث جرعات من"سي دي 24 إف"، ومن بين هؤلاء المرضى، أصيب واحد فقط بحالة متوسطة إلى شديدة من مرض "جي في إتش دي" خلال ستة أشهر من الجراحة، حسب دراسة نُشرت في مجلة "لايف ساينس".
وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية أن بروتين "سي دي 24 إف" تسبب في الحد الأدنى من الآثار الجانبية لدى معظم المرضى. ومع ذلك، أصيب اثنان من المرضى الـ 26 باضطراب جلدي نادر ولكنه خطير يسمى متلازمة "ستيفنز جونسون"، والذي يحدث عادة بسبب رد فعل مناعي سلبي لبعض الأدوية.