وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد، إن "اتخاذ الجيش السوداني خطوة تجميد عضويته في منظمة إيغاد، عطفا على تجميد الاتحاد الأفريقي لعضوية السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين أول 2021، يعني دخول الحرب لمنعطف خطير جدٱ، خاصة بعد تجييش الشعب من الطرفين".
وأضاف مصطفى، أن "تجميد عضوية السودان في "إيغاد" لم يكن قرارا صائبا ولم يكن لمصلحة الجيش بكل المقاييس، لأنه يزيد التعاطف مع قوات الدعم السريع ويعزز الاعتراف بها، وكذلك يمنح دول "إيغاد" مبررا كافيا لدعم قوات الدعم السريع، وبالمقابل قد يعجل بتفكيك الجيش السوداني، وبأقل تقدير قد تحصل فوضى عارمة في عموم البلاد ويفقد الجميع السيطرة ويضيع السودان".
وأشار رئيس الحركة الشعبية، إلى أنه "إذا كان هناك من يحلم بعودة السودان بعد الحرب إلى ما كان عليه من سيطرة لطبقة معينة على السياسة والسلطة والاقتصاد والإعلام هذا واهم، وإذا كان هناك من يفضل دخول السودان في حرب أهلية شاملة وتفكيكه على فقدانه الامتيازات التاريخية فذلك مريض".
ويكمل رئيس الحركة: "حتى لا تحدث الفوضى وتفكيك البلاد ذلك لابد من تنفيذ مقترح لقاء القائدين (البرهان وحميدتي) في أقرب وقت لإعلان وقف إطلاق نار شامل".
وشدد مصطفى، على "أهمية لقاء طرفي الحرب، وهذا كان مقترح "إيغاد" ولابد أن ينفذ، حتى ولو عبر الوساطة السعودية الأمريكية".
وأوضح مصطفى، أنه "مهما كانت الدوافع والمبررات أعتقد أن لقاء البرهان وحميدتي مدخل كبير لوقف إطلاق النار، وفتح آفاق رحبة لمناقشة الأزمة ووضع الحلول المناسبة لها".
ولفت رئيس الحركة، إلى أن "استقبال زعماء دول "إيغاد" لقائد قوات الدعم السريع بمراسم الرؤساء، يؤكد اعتراف تلك الدول به وبقضيته التي تجاوزت الترتيبات الأمنية وأصبحت سياسية وأمنية شاملة".
وقال مصطفى، إن "أي مناقشة لهذه الأزمة في إطار محدودية الترتيبات الأمنية، تعني استمرار الأزمة التي ظلت معقدة ومتجذرة منذ ما قبل 1956، فالأزمة الآن أصبحت أزمة شاملة ومدخل الحل الجذري لها، هو وقف إطلاق نار شامل وبأسرع وقت ممكن".
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية، تعليق تعاملها مع الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) التي توسطت لإنهاء القتال الدائر منذ شهور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وانتقدت وزارة الخارجية السودانية، "إيغاد"، بسبب دعوتها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) لحضور القمة التي عقدت في العاصمة الأوغندية كمبالا، يوم الخميس الماضي.
واتهمت الوزارة السودانية، في بيان، "إيغاد" بالتحول إلى "أداة للتآمر على السودان وشعبه". وقالت الخارجية السودانية إن "خيارات السودان تظل مفتوحة تجاه "إيغاد" في ظل إصرارها على التنكر لنظامها الأساسي ومقتضى القانون الدولي".
وكانت "إيغاد" قد دعت رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى قمة استضافتها أوغندا، في 18 يناير/ كانون الثاني الجاري، لبحث النزاع السوداني.
ورفض مجلس السيادة برئاسة البرهان، حضور القمة، بينما أعلن دقلو موافقته على تلبية الدعوة الأفريقية.
وتشهد العاصمة الخرطوم والمدن المجاورة لها قتالا عنيفا بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، إثر خلافات سياسية وأمنية، تسببت في نزوح أكثر من 5 ملايين سوداني داخل وخارج البلاد، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من المدنيين.