وفي حديث خاص لإذاعة "سبوتنيك"، نوه شعبان بأن "حدث الاحتفال وصب الخرسانة سيظل خالدا في تاريخ الشعب المصري، لا سيما بعد تقديم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هذه الهدية الضخمة باعتبار مصر حليفة استراتيجية، ومشاركته شخصيا في الحفل مع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي".
ولفت إلى أن "للمشروع النووي منافع عدة، إذ سيسهم في توفير حاجة المجتمع المصري من الكهرباء وحل أزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد (يشار إلى أن الكهرباء تقطع عن مدن مصرية مختلفة لساعات طويلة في اليوم)، كما سيسهم في استثمار الأموال التي يتم إنفاقها على الطاقة في البلاد".
وأضاف أنه "سيساعد في تدريب الكوادر المصرية على التكنولوجيا النووية المتطورة، فضلا عن توفير فرص عمل جديدة لآلاف المصريين ومشاركة مئات الشركات المصرية بالتعاون مع الجانب الروسي".
وأشاد بالقدرات التكنولوجية المتطورة التي تملكها روسيا، قائلا إن "وجود موسكو ضمن خط المشروع النووي المصري سيسهم في رفع المستوى العلمي والتكنولوجي لدى القاهرة، وتطوير أداء عملياتها الصناعية".
وأشار شعبان إلى أن "امتلاك مصر قدرات نووية سيجعلها منافسة لجارتها غير المرغوب فيها (إسرائيل)، إذ ستعكس الطاقة النووية المصرية على العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، لا سيما بعد ادعاء الإسرائيليين بأنهم الأقوى والأكثر تطورا في هذا المجال بالمنطقة".
ورأى أن "وجود قوة نووية عربية مستقلة وكبيرة في المنطقة، سيقلب الموازين السياسية"، مشيرا إلى أن "هذا ما تخشاه إسرائيل، وتحاول منعه كلما استشعرت أن أحدا ما سيسبقها في الأعمال النووية، أو يشكل خطرا على وجودها ككيان".
وذكّر بأن "إسرائيل أفشلت العديد من المخططات العراقية والسورية والمصرية في التقدم بمشاريع نووية، إذ تعتبر تل أبيب أن وجود قوى نووية في المنطقة يشكل لها مصدرا للقلق والهلع".
وشدد شعبان على أن "الرئيس بوتين يريد من خلال دعمه الجانب المصري أن يبعث بإشارات ذكية للعالم تفيد بأنه يقف إلى جانب مصر في لحظة تاريخية، في وقت تتعرض فيه البلاد لشتى أنواع الأزمات، الخارجية منها (أزمة سد النهضة، والسودان، والبحر الأحمر، وقطاع غزة) والداخلية (ديون تقدر بعشرات مليارات الدولارات)".
وذكّر بأن "موسكو لم تنس يوما الشعب المصري، ولم تتخل عنه ولطالما كانت الداعمة الأكبر للقاهرة، كما حمتها من التمادي الغربي الإمبريالي والابتزازي، إضافة إلى مساهمتها في تحرير العديد من الدول الأفريقية ودعمت حركات التحرر والاستقلال".
وفي وقت سابق من اليوم، شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مراسم صب خرسانة المفاعل الرابع في محطة "الضبعة" النووية.