وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن "التصعيد الأمريكي البريطاني المستمر على اليمن سيجعل كل الخيارات مطروحة، وهم من ابتدأ الحرب وكل شيءٍ محتمل، وعليهم الإدراك بأن مصالحهم وقواعدهم وتواجدهم في البحر الأحمر في مرمى الاستهداف كلما صعدوا في عدوانهم على اليمن".
وأضاف القحوم، أن "العمليات الكبرى والاستراتيجية لليمن كدولة وقيادة ومؤسسة عسكرية وأمنية وشعب وإجماع وطني في نصرة فلسطين ثابتة ومستمرة حتى الانتصار وزوال اسرائيل، ولن تتوقف إلا بتوقف العدوان على غزة فلسطين ورفع الحصار عنها".
ويستطرد القحوم أن "ما يجري من منع واستهداف للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر مرتبط بفلسطين وغزة، ولا يهدد الأمن البحري والملاحة الدولية، وما يهدد ذلك هو التواجد العسكري الأمريكي البريطاني المكثف غير القانوني والمتجاوز للأعراف والقوانين الدولية، ويهدد طريق الحرير وتكريس وتعزيز التواجد الغربي وهيمنة وسيطرة القطبية الواحدة التي تهدد العالم برمته".
وأشار عضو المكتب السياسي، إلى أن "العمليات اليمنية في البحر الأحمر لا تمس ولا تؤثر على الملاحة البحرية الدولية وتمر السفن بسلام ولا قلق عليها، المستهدف فقط هي السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية فقط، وعلى دول العالم ألا تنخدع بالزيف والكذب الأمريكي البريطاني ومحاولات التضليل والتدليس في تشويه اليمن وعملياتها المناصرة لفلسطين وشعبها المظلوم ومجاهديها الأبطال".
وطالب القحوم "دول العالم بالنأي بنفسها وعدم التورط والانخداع بالخداع الأمريكي لحماية الكيان الصهيوني الغاصب والزائل حتما بإذن الله"، على حد قوله، مشيرا إلى "ضرورة توجيه الضغوط الدولية لأجل إيقاف العدوان الإجرامي على غزة ورفع الحصار عنها، وهذا هو الحل الذي سينهي توسع نطاق الصراع".
وحذر عضو المكتب السياسي، أن "على الأمريكان والبريطانيين والإسرائيليين تحمل المسؤولية المطلقة في حال استمروا في عدوانهم على فلسطين، وعليهم تحمل الضربات المؤلمة والقوية، وما عدوانهم على اليمن إلا محاولات فاشلة ولن تحقق لهم أي شيء بل مزيدا من الضربات الموجعة ودفع الثمن باهضا، فكل الاستهداف الجوي والصاروخي الأمريكي البريطاني على اليمن غير مجد وغير مؤثر، فهم يقومو بقصف المواقع والمناطق المقصوفة مسبقا ولا جديد فيها والردود عليها كانت وتكون وبقوة".
وقال القحوم، إن "على أمريكا وبريطانيا أن يدركوا أنها حرب مفتوحة ومعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ونفسنا فيها طويل وبأسنا شديد، واليمن الكبير لديه من القوة والمنعة ما يؤهله لرد الصاع صاعين ويده طولى وقدراته العسكرية متطورة، وهم يدركون بأن اليمن مقبرة للغزاة والمحتلين".
أعلنت حركة "أنصار الله" في اليمن، اليوم الثلاثاء، أن "الطيران الأمريكي البريطاني شن 18 غارة جوية على مواقع تابعة لها في اليمن".
وقال المتحدث العسكري باسم "أنصار الله"، العميد يحيى سريع، عبر منصة "إكس"، إن "طيران العدوان الأمريكي البريطاني شن خلال الساعات الماضية 12 غارة على أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، وثلاث غارات على محافظة الحديدة، وغارتين على محافظة تعز، بالإضافة إلى غارة على محافظة البيضاء".
وأكد سريع، في ختام البيان، أن "الاعتداءات الأمريكية البريطانية لن تمر دون رد وعقاب".
وفي وقت سابق، أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا وعدة دول أخرى منها البحرين، بيانًا مشتركًا أعلنت فيه شن عدة ضربات جوية ضد أهداف لـ "أنصار الله" في اليمن.
وأفاد مصدر في السلطة المحلية في صنعاء لوكالة "سبوتنيك"، أمس الاثنين، بأن "مقاتلات أمريكية وبريطانية شنت ثلاث غارات على قاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء"، مضيفًا أن "5 غارات جوية أخرى استهدفت معسكر الحفا التابع لقوات الحرس الجمهوري [نخبة الجيش اليمني سابقًا] وجبل نُقم شرق مدينة صنعاء، ومعسكر 48 مقر قيادة الحرس الجمهوري في منطقة السوّاد جنوب المدينة".
وأكد المصدر أن القصف الجوي طال موقعًا للدفاع الجوي في منطقة صَرِف شمال صنعاء، مشيرًا إلى أن صنعاء وضواحيها تشهد تحليقًا مكثفًا للمقاتلات الأمريكية والبريطانية.
وأعلنت "أنصار الله"، يوم 12 يناير/ كانون الثاني الجاري، مقتل 5 من أفرادها وإصابة 6 آخرين إثر 73 غارة جوية شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، طالت مطارات ومعسكرات للجماعة.
ويوم الأربعاء الماضي، أعلنت الخارجية الأمريكية تصنيف "أنصار الله" منظمة إرهابية عالمية، ردًا على الهجمات البحرية للجماعة، مؤكدًا دخوله حيز التنفيذ بعد 30 يومًا، معتبرةً أن "التصنيف أداة مهمة لعرقلة تمويل الإرهاب للجماعة، وزيادة تقييد وصولهم إلى الأسواق المالية، ومحاسبتهم على أفعالهم"، على حد قولها.
ومنذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تبنت "أنصار الله" استهداف 16 سفينة في البحر الأحمر وباب المندب، بالصواريخ والطائرات المُسيرة، خلال تنفيذ قرارها بمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ إسرائيل من المرور في البحرين الأحمر والعربي، ردًا على عمليات الجيش الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وكانت "أنصار الله" قد أعلنت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنها ستشارك بهجمات صاروخية وجوية و"خيارات عسكرية أخرى" إسنادًا لفصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، حال تدخل الولايات المتحدة عسكريًا بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.
وتسيطر "أنصار الله" منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الحركة.