مسؤول في البنتاغون: الضربات الأمريكية الجديدة في اليمن كانت ناجحة

أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، اليوم الثلاثاء، أن الضربات الجديدة التي شنتها الولايات المتحدة وعدة دول أخرى، ضد مواقع لـ "أنصار الله" في اليمن، كانت ناجحة، مشيرًا إلى أن المسؤولين العسكريين يواصلون تقييم الأضرار الناجمة عن الضربات، وأن بلاده مستعدة لاتخاذ مزيد من التدابير لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
Sputnik
واشنطن - سبوتنيك. وقال المسؤول الأمريكي: "لاحظنا تأثيرات جيدة في جميع المواقع الثمانية (التي استهدفتها الضربات الجوية) وقدرنا أننا قمنا بالفعل بتدمير الصواريخ والأنظمة الجوية دون طيار ومناطق تخزين الأسلحة".
بريطانيا وأمريكا والبحرين ودول أخرى تعلن شن ضربات جوية ضد مواقع لـ"أنصار الله" في اليمن
وأضاف: "نواصل جمع تقييمات أضرار المعركة، وسيكون لدينا تقييم أفضل للمضي قدمًا، ولكن في هذه المرحلة نقدر أن الضربة كانت ناجحة وحققت التأثير المطلوب المتمثل في إزالة قدرات الحوثيين (أنصار الله)".
وأشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة شنت الضربات باستخدام صواريخ توماهوك الهجومية الأرضية، وطائرات مأهولة من البحرية الأمريكية والجيش البريطاني، إضافة لاستخدام ذخائر موجهة بدقة لتدمير الأهداف وكذلك لتقليل الأضرار الجانبية.
وقال المسؤول الأمريكي، لدى سؤاله عن الخسائر في صفوف "أنصار الله": "غير معروفة في الوقت الحالي. لم يتم اختيارها [الضربات] عمدًا من أجل وقوع إصابات. لقد كانت تستهدف أنظمة الأسلحة".
وأوضح: "نحن على استعداد لاتخاذ مزيد من الإجراءات لتحييد التهديدات أو الرد على الهجمات"، في إشارة إلى الهجمات التي تشنها "أنصار الله" اليمنية على السفن البحرية، مشددًا على أن بلاده مستعدة لـ"ضمان استقرار وأمن منطقة البحر الأحمر وطرق التجارة الدولية".
وقال المسؤول الدفاعي إنه "منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. شن المتمردون الحوثيون (أنصار الله) هجمات على ما لا يقل عن 33 سفينة تجارية باستخدام مجموعة من الأسلحة"، لافتًا إلى أن الهجمات نُفذت بواسطة "الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والصواريخ الباليستية القريبة المدى وصواريخ كروز للهجوم الأرضي والمركبات الجوية غير المأهولة والمركبات السطحية من دون طيار".
وفي وقت سابق، أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا وعدة دول أخرى منها البحرين، بيانًا مشتركًا أعلنت فيه شن عدة ضربات جوية ضد أهداف لـ "أنصار الله" في اليمن.
غارات أمريكية بريطانية تستهدف مواقع لـ"أنصار الله" في صنعاء
وقال البيان المشترك: "اليوم، أجرى جيشا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بتوجيه من حكومتيهما وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، جولة إضافية من الضربات المتناسبة والضرورية ضد 8 أهداف للحوثيين (أنصار الله) في اليمن".
وقال البيان إن "الضربات الجديدة استهدفت موقع تخزين تحت الأرض للحوثيين بالإضافة إلى مواقع أخرى تحتوي على قدرات المراقبة الصاروخية والجوية للحوثيين".
من جانب آخر، قال بيان نشرته وزارة الدفاع البريطانية عبر موقعها الإلكتروني الرسمي: "شنت المملكة المتحدة المزيد من الضربات ضد أهداف للحوثيين (أنصار الله) حيث انضمت أربع طائرات من طراز تايفون "إف-جي-آر 4"، تابعة للقوات الجوية الملكية، مدعومة بناقلتي النفط فوييجر، إلى القوات الأمريكية في ضربة متعمدة ضد مواقع الحوثيين في اليمن".
وأضاف البيان أن الطائرات البريطانية "استهدفت أهدافًا متعددة في موقعين عسكريين بالقرب من مطار صنعاء. وقد تم استخدام هذه المواقع لتمكين الهجمات المستمرة والصعبة ضد الشحن الدولي في البحر الأحمر".
وتابع: "تماشيًا مع الممارسات القياسية في المملكة المتحدة، تم تطبيق تحليل صارم للغاية في التخطيط للضربات لتقليل أي خطر لوقوع إصابات في صفوف المدنيين، وكما هو الحال مع الضربات السابقة، قصفت طائراتنا ليلاً للتخفيف من أي مخاطر من هذا القبيل".
وفي وقت سابق، أفاد مصدر في السلطة المحلية في صنعاء لوكالة "سبوتنيك"، بأن "مقاتلات أمريكية وبريطانية شنت ثلاث غارات على قاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء"، مضيفًا أن "5 غارات جوية أخرى استهدفت معسكر الحفا التابع لقوات الحرس الجمهوري [نخبة الجيش اليمني سابقًا] وجبل نُقم شرق مدينة صنعاء، ومعسكر 48 مقر قيادة الحرس الجمهوري في منطقة السوّاد جنوب المدينة".
وأكد المصدر أن القصف الجوي طال موقعًا للدفاع الجوي في منطقة صَرِف شمال صنعاء، مشيرًا إلى صنعاء وضواحيها تشهد تحليقًا مكثفًا للمقاتلات الأمريكية والبريطانية.
وسط توترات البحر الأحمر... ما آليات الأردن لمواجهة التداعيات الاقتصادية؟
في السياق ذاته، أبلغ شهود عيان في محافظة تعز جنوب غربي اليمن وكالة "سبوتنيك" بأن قصفًا جويًا استهدف مواقع لـ "أنصار الله" شرق مدينة تعز.
وتأتي الغارات الجوية بعد ساعات من إعلان "أنصار الله" استهداف سفينة عسكرية أمريكية "أوشن جاز" في خليج عدن، بصواريخ بحرية.
وقال المتحدث باسم قوات "أنصار الله" العميد يحيى سريع، في بيان عسكري عبر منصة "إكس": "انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني وضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عمليةً عسكريةً استهدفت سفينة شحن عسكرية أمريكية ( أوشن جاز) في خليج عدن".
وأضاف أن "عملية استهداف السفينة العسكرية الأمريكية نفذت بصواريخ بحرية مناسبة"، مشددًا على "أن الرد على الاعتداءات الأمريكية والبريطانية قادم لا محالة"، محذرًا من "أن أي اعتداء جديد لن يبقى دون ردٍ وعقاب".
وأعلن "الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، مؤكدًا "استمرار القوات المسلحة اليمنية في اتخاذ كافة الإجراءات الدفاعية والهجومية ضمن حق الدفاع عن اليمن وتأكيدًا على استمرار الموقف اليمني المساند لفلسطين".
وتوعد المتحدث العسكري بـ "الرد على أي اعتداء أمريكي أو بريطاني على البلد وذلك باستهداف كافة مصادر التهديد في البحرين الأحمر والعربي"، في إشارة إلى حاملات الطائرات والسفن الحربية الأمريكية والبريطانية.
ويأتي هجوم "أنصار الله" على السفينة العسكرية الأمريكية "أوشن جاز" بعد أيام من إعلان الجماعة، يوم الجمعة الماضي، استهداف السفينة الأمريكية "كيم رينجر" في خليج عدن، سبق ذلك بساعات تبنيها هجومًا مماثلاً طال سفينة "جينكو بيكاردي" الأمريكية، ردًا على الضربات التي بدأت أمريكا وبريطانيا تنفيذها على مناطق سيطرة الجماعة على خلفية هجمات الأخيرة على السفن.
وصعّدت "أنصار الله" هجماتها في البحرين الأحمر والعربي ضد السفن التي تقول إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، بعد إعلان أمريكا، يوم الأربعاء الماضي، تصنيف الجماعة منظمةً إرهابية، وبدء واشنطن وبريطانيا، الجمعة قبل الماضية، هجومًا واسعًا على مواقع للجماعة في مدن يمنية عدة".
"أنصار الله" تعلن استهداف سفينة شحن عسكرية أمريكية في خليج عدن بصواريخ بحرية
وأعلنت "أنصار الله"، يوم 12 يناير/ كانون الثاني الجاري، مقتل 5 من أفرادها وإصابة 6 آخرين إثر 73 غارة جوية شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، طالت مطارات ومعسكرات للجماعة.
ويوم الأربعاء الماضي، أعلنت الخارجية الأمريكية تصنيف "أنصار الله" منظمة إرهابية عالمية، ردًا على الهجمات البحرية للجماعة، مؤكدًا دخوله حيز التنفيذ بعد 30 يومًا، معتبرةً أن "التصنيف أداة مهمة لعرقلة تمويل الإرهاب للجماعة، وزيادة تقييد وصولهم إلى الأسواق المالية، ومحاسبتهم على أفعالهم"، على حد قولها.
ومنذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تبنت "أنصار الله" استهداف 16 سفينة في البحر الأحمر وباب المندب، بالصواريخ والطائرات المُسيرة، خلال تنفيذ قرارها بمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ إسرائيل من المرور في البحرين الأحمر والعربي، ردًا على عمليات الجيش الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وكانت "أنصار الله" قد أعلنت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنها ستشارك بهجمات صاروخية وجوية و"خيارات عسكرية أخرى" إسنادًا لفصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، حال تدخل الولايات المتحدة عسكريًا بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.
وبين الحين والآخر، تعلن "أنصار الله" أنها جزء من محور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا و"حزب الله" اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية، مؤكدة استعدادها للمشاركة في القتال إلى جانب المقاومة الفلسطينية.
وتسيطر "أنصار الله" منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
مناقشة