وذكر هاليفي في خطابه لإنغلمان، مساء اليوم الأربعاء، أن "التحقيق بشكله المخطط له، سيصرف انتباه القادة عن القتال، وسيضر بقدرة التحقيق العملياتي ونوعيته، ولن يسمح باستخلاص الدروس لتحقيق أهداف الحرب، وليست هناك سابقة لإجراء مراجعة بالشكل الذي حددتموه خلال الحرب"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وقبل أسبوعين، كشفت الصحيفة ذاتها أن "المراقب إنغلمان اتصل برئيس الأركان هاليفي، في خضم الحرب، وطلب منه الوصول الفوري إلى المواد العسكرية وقواعد البيانات التي تتصل بعشرات القضايا، بما في ذلك تلك التي تتعلق بالحرب".
وقالت الصحيفة: "من الطلب الذي توجه به المراقب لرئيس الأركان، تبين أن إنغلمان قرر عدم انتظار لجنة التحقيق الحكومية، ولا نهاية الحرب، والدخول أثناء القتال إلى مجالات تسبب اضطرابًا شعبيًا وسياسيًا".
وأضافت: "رغم أن مراقب الدولة ادعى أنه لن يجري مقابلة مع أي مسؤول كبير فيما يتعلق بالقتال طالما أنه مستمر، إلا أن الوثائق والمراسلات التفصيلية التي طلب الحصول عليها الآن من الأجهزة الأمنية تضع عبئا على رؤساء الأجهزة، الذين يرون أنفسهم مجبرين بالفعل على تنظيم المعلومات التي تتطلب وقتًا ثمينًا".
وفي رده على طلب إنغلمان، أشار رئيس الأركان الإسرائيلي هاليفي، إلى أن "الجيش الإسرائيلي في خضم حرب صعبة وغير مسبوقة متعددة الجبهات".
وأضاف هاليفي: "سيتم تحديد تطور الحرب في الأشهر المقبلة، ومن أجل تحقيق أهداف الحرب في مختلف الساحات والحفاظ على حياة المقاتلين، سيقوم الجيش الإسرائيلي بإجراء تحقيقات عملياتية شاملة كما هو مطلوب، مع التركيز على دروس الدفاع عن البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة وعلى الأحداث التي لها تأثير مباشر على ساحة المعركة".
ومضى هاليفي، بالقول: "لقد أوضح مكتبكم أنه يعتزم فتح عملية تحقيق على الفور تتعامل مع قائمة طويلة من القضايا واسعة النطاق".
وفي إسرائيل يعتبر مكتب مراقب الدولة هو المؤسسة المركزية لمراقبة مختلف أعمال أجهزة الدولة وهيئاتها، لضمان الرقابة على المال العام والمساءلة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة حماس التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميًا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وتخللت المعارك هدنة دامت سبعة أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أميركية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات من المساعدات إلى قطاع غزة.
وتجدد القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، منذ صباح يوم الجمعة الموافق الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2023، بعد انتهاء الهدنة.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 25 ألف قتيل وأكثر من 62 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل.