وقال نتنياهو في التسجيل مخاطبا عائلات المحتجزين: "أعتقد أن عليكم التحدث إلى قلب المجتمع الدولي من أجل ممارسة الضغط على أولئك الذين يمكنهم ممارسة الضغط، وأولهم قطر".
وأضاف نتنياهو: "الآن، عندما أتحدث عن قطر، لا تسمعوني أشكر قطر. هل لاحظتم؟ أنا لا أشكر قطر. لماذا؟ لأنه بالنسبة لي، قطر لا تختلف في الأساس عن الأمم المتحدة، ولا تختلف في الأساس عن الصليب الأحمر، بل إنها بطريقة ما... أكثر إشكالية".
وتابع نتنياهو: "لكنني مستعد الآن لاستخدام أي جهة تساعدني على إعادتهم (المحتجزين)إلى الوطن. ليس لدي أي أوهام بشأنهم (القطريين). إنهم لديهم نفوذ. لماذا لديهم نفوذ؟ لأنهم يمولونهم (حماس)".
وقال نتنياهو وفق التسجيل: "لقد كنت غاضبًا جدًا مؤخرًا ولم أخف الأمر عن الأمريكيين، حيث قاموا بتجديد عقد القاعدة العسكرية التي لديهم مع قطر".
ومضى بقوله: "قلت لهم (الأمريكيين) إن بإمكان قطر أن تمارس ضغوطا على حماس، وأن عليهم أولا وقبل كل شيء، الضغط على قطر".
وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، أطلقت حركة "حماس" سراح عشرات الإسرائيليين المحتجزين لديها في هدنة انتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، استمرت أسبوعا، وشملت أيضا إطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وردا على ذلك، استنكر ماجد محمد الأنصاري المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، بشدة التصريحات المنسوبة لبنيامين نتنياهو، بشأن الوساطة القطرية بين إسرائيل و"حماس".
ونشر الأنصاري تغريدة جديدة له عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، مساء اليوم الأربعاء، ذكر من خلالها أن "التصريحات المنسوبة لنتنياهو، غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء، ولكنها ليست مفاجئة".
وأوضح الأنصاري أنه "إذا تبين أن التصريحات المتداولة لنتنياهو صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوّض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين".
وشدد المتحدث باسم الخارجية القطرية على أنه "بدلا من الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، نأمل أن ينشغل نتنياهو بالعمل على تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن".
وأشار ماجد الأنصاري، إلى أن "قطر نجحت، ومنذ شهور، وبعد وساطة ناجحة، في العام الماضي، إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، تمخض عنه إطلاق سراح أكثر من مئة رهينة إسرائيلي، وثلاثة أضعافهم من الجانب الفلسطيني، مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية اللازمة إلى قطاع غزة".
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن "دولة قطر قد أبلغت الجهات الإسرائيلية الرسمية، بأن حركة حماس علّقت اتصالات صفقة تبادل الأسرى".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن "قطر قد أطلعت أو أخبرت تل أبيب بأن حركة حماس قد علّقت أو جمّدت إتمام صفقة تبادل رهائن مع الحكومة الإسرائيلية"، دون ذكر تفاصيل أخرى.
وخلال الساعات الأخيرة، تداولت وسائل إعلام إسرائيلية أخبارا عن قرب التوصل إلى صفقة لإعادة 136 محتجزا في قطاع غزة، مقابل وقف إطلاق النار لمدة شهرين وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة حماس التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية، في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، عن وقوع أكثر من 25 ألف قتيل وأكثر من 63 ألف مصاب.