وأضاف نزال في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "القرار من الناحية العملية وضع العين الرقابية على إسرائيل، وفرض آلية تحتم عليها تغيير سلوكها الميداني باتجاه وقف قتل المدنيين، والمبادرة العاجلة من أجل إدخال المواد الضرورية للحياة في قطاع غزة".
أما من الناحية السياسية، فإن نزال يرى أن "حكم المحكمة وضع إسرائيل في قفص الاتهام، وتحت الرقابة من أجل فحص إن كان سلوكها يأخذ معنى الإبادة الجماعية، وما إن كان ينطبق عليه الوصف القانوني للكلمة عبر سلوكها في غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحتى اليوم".
وفيما يتعلق بإمكانية تهرب إسرائيل من تنفيذ القرار، قال نزال إنه "في إمكانها ذلك، لكن القرار يضع ضغطا دوليا على إسرائيل لعدم التهرب منه، باعتبار أن هذه الاتهامات ليست سهلة، وبمثابة علامة استفهام سترافقها أينما ذهبت".
ومضى، بالقول: "الآن هناك آلية رقابية على رقبة إسرائيل وعليها أن تجيب، خلال شهر، وتقدم للمحكمة الإجراءات التي اتخذتها لتسير في اتجاه القرار، والسماح بكل ما هو ضروري للحياة في قطاع غزة، والتوقف عن كل ما يعرض الحياة للخطر هناك، فالحكم آلية ضغط على إسرائيل ويحتم عليها التجاوب معها".
وأصدرت محكمة العدل الدولية قرارها، اليوم الجمعة، بشأن دعوى "الإبادة الجماعية"، التي أقامتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، حيث قالت: "نحن على علم بالمأساة في غزة، وقلقون للغاية بشأن خسائر الأرواح هناك، ونؤكد ولايتنا القضائية للبت في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل".
وأضافت المحكمة: "لجنوب أفريقيا الحق في رفع الدعوى ولا يمكن قبول طلب إسرائيل بردها، لدينا صلاحية للحكم بإجراءات طارئة في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل"، كما أخذت المحكمة بعين الاعتبار عددًا من التصريحات لمسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى بشأن رفع صفة الإنسانية عن الفلسطينيين".
وشددت المحكمة على أن "إسرائيل عليها اتخاذ إجراءات من أجل منع ومعاقبة ووقف ارتكاب الإبادة الجماعية ضد المجموعات الفلسطينية".
واتهمت جنوب أفريقيا، في 11 كانون الثاني/ يناير الجاري، إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بارتكاب "أعمال إبادة جماعية" في قطاع غزة؛ وشددت على أن الهجوم الذي شنته حركة حماس، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لا يمكن أن يبرر ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة.
وطالبت جنوب أفريقيا بالتعليق الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مع ضمان حصول سكان القطاع على الغذاء والماء والمساعدات الإنسانية.
كما دعت جنوب أفريقيا المحكمة إلى إلزام إسرائيل بالامتناع عن أي أعمال يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع وعرقلة عمل المحاكمة.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 26 ألف قتيل وأكثر من 64 ألف جريح فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.