ووفق إعلام مجلس السيادة السوداني، "يجري رئيس المجلس، خلال الزيارة، مباحثات مع رئيس جمهورية الجزائر عبد المجيد تبون، تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تعيين وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة، مبعوثًا شخصيًا له إلى السودان.
يقول نبل كحلوش، الباحث السياسي الجزائري، إن "السودان تمثل بؤرة توتر كبرى شرق القارة الأفريقية".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "التوترات هناك فتحت الباب لللكيان الإسرائيلي من أجل العمل على استقطاب السودان لوضع قدم في هذه البؤرة، حتى يؤثر بشكل مباشر في الأمن المائي لكل من السودان ومصر من جهة، والتأثير على ميناء السودان المطل على البحر الأحمر من جهة أخرى، لكي يرفع من الأهمية الاستراتيجية لميناء إيلات".
ويوضح كحلوش أن "السياق الإقليمي والزمني لهذه الزيارة تتمثل في استباق الكيان الصهيوني عبر إنهاء الأزمة قبل أن يستغلها، أي استغلال فترة الضعف الراهنة، وكذلك الدفع قدما بإنهاء أزمة السودان قبل اندلاع توتر جديد بين إثيوبيا المجاورة والصومال".
ويرى الباحث الجزائري أن بلاده لا تدعم أي طرف بالمفهوم السياسي للدعم، بل تدعم الدولة في حد ذاتها، التي يمثلها البرهان، إذ يمثل الجيش الوطني وليس الميليشيا، بحسب قوله.
ولفت كحلوش إلى أن "ما يسعى إليه البرهان، هو نيل المزيد من الدعم الجزائري لمجهودات المبعوث الأممي السيد رمطان لعمامرة، وذلك لتعزيز الموقف الشرعي للحكومة السودانية بعيدا عن الاستقطاب الدولي المرتفع".
في الإطار، قال الأكاديمي والمحلل السياسي حكيم بوغرارة، إن "زيارة البرهان ليست بمعزل عن الحراك الدبلوماسي، الذي تنشطه العديد من الأطراف وتنسقه القاهرة".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "الجزائر قدمت مقترحا للأزمة السودانية عبر الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمات دولية أخرى، اتصالا بدورها في حل النزاعات والوساطة في مختلف الأزمات".
ولفت إلى أن "عضوية الجزائر غير الدائمة في مجلس الأمن، تمكنها من تحريك الملف السوداني عبر الأمم المتحدة من أجل إيجاد الحلول التي تراعي السيادة والوحدة ومصالح السودان، وهو ما تسعى له الجزائر".
ويرى أن "تعيين رمطان لعمامرة، مبعوثا للأمين العام للأمم المتحدة للسودان، ما يعزز من ثقل الجزائر والتقارب مع مصر، من أجل الدفع نحو حل الأزمة السودانية".
ولفت بوغرارة إلى أن بلاده لا تنحاز إلى أي من الأطراف السودانية، بينما تتحرك في إطار تقريب وجهات النظر وحل الأزمة والحفاظ على وحدة البلاد.
ووفقا الأكاديمي الجزائري، فإن "البرهان قد يقدم عرضا لما وصلت إليه المفاوضات غير المباشرة والحلول المقترحة، واستطلاع رأي الجزائر في الحلول، وكذلك توسيع التشاور مع الدول العربية الفاعلة والجارة، بما يسهم في الحد من اتساع الحرب الأهلية في السودان".
وسبق للدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة، أن شغل منصب وزير للشؤون الخارجية الجزائرية، من 2013 إلى 2017، ومرة أخرى من 2021 إلى 2023.
كما سبق له أن تولى منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيريا، بين عامي 2003 و2007، بينما شغل في الفترة من 1993 إلى 1996، منصب سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة.