قيادي في الانتقالي الجنوبي لـ"سبوتنيك": محاولة الرئاسي اليمني الانفراد بالقرارات "ينسف الشراكة"

أكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، أن معارضة المجلس لقرارات التكليفات والتعيينات الصادرة عن مجلس القيادة أو الحكومة، يرجع إلى كونها قرارات أحادية ولم تخضع كما هو متفق عليه للتوافق.
Sputnik
وقال صالح، في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن موقف المجلس الانتقالي واضح منذ البدء، وهو رفض الانفراد بأي قرارات تصدر بالمخالفة لما تم الاتفاق عليه في المرجعيات التي تربط المجلس الانتقالي بالحكومة ومجلس القيادة، وهي اتفاق الرياض وبيان إعلان نقل السلطة الذي أنتج مجلس القيادة الرئاسي.
وأضاف صالح أن هناك تجاوزات مستمرة من قبل مجلس القيادة والحكومة، وقيامهما بإصدار عشرات من قرارات التعيينات والتكليفات في مختلف مؤسسات الدولة، وهذا أمر غير مقبول وسبق وأن حذر منه المجلس الانتقالي في مناسبات عدة.
مصدر لـ"سبوتنيك": "أنصار الله" اليمنية ترفض التوقيع على اتفاق السلام دون وجود السعودية كطرف رئيسي
وأشار القيادي في الانتقالي إلى أن نجاح الشراكة بين القوى الممثلة في مجلس القيادة والحكومة، مرهون باحترام المرجعيات التي أنتجت هذه الشراكة، وأن أي محاولة للانفراد بإصدار القرارات ينسف هذه الشراكة ويهددها بالفشل.
وأوضح صالح أن القوى اليمنية تحاول استباق أي عملية تغيير متوقّعة بإصدار عدد كبير من قرارات التكليفات والتعيينات، وهذا ما لوحظ مؤخرًا، حيث صدرت جملة من القرارات الانفرادية دون التشاور مع الشريك الرئيس في مجلس القيادة والحكومة وهو المجلس الانتقالي، وهذا أمر يرى فيه المجلس تجاوزًا واستخفافاً بما تم الاتفاق والتوافق حوله، وبالتالي فهي تجاوزات غير مقبولة ويجب مراجعتها.
ووقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي اتفاق مصالحة بوساطة سعودية بعد الأحداث الدامية بين الجانبين، في أغسطس/ آب 2019، التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح وغادرت على إثرها الحكومة اليمنية العاصمة المؤقتة عدن.
وجرى التوقيع على الاتفاق في العاصمة السعودية الرياض، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.
باحث يمني لـ"سبوتنيك": الملف الاقتصادي هو البوابة الرئيسية لاستمرار التهدئة بين أنصار الله والسعودية
ومثّل الحكومة اليمنية في توقيع الاتفاق سالم الخنبشي، فيما مثل المجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي، ويستند الاتفاق على عدد من المبادئ أبرزها الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة ونبذ التمييز المذهبي والمناطقي، ووقف الحملات الإعلامية المسيئة.
يُشار إلى أن اليمن يشهد، للعام التاسع تواليًا، صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله"، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، بحياة الآلاف، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة