وقال الشعيبي في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، تأتي هذه التطورات المتسارعة مترافقة مع تزايد الضغوط المالية وارتفاع حدة الأزمة النقدية في ظل استمرار تدهور أسعار صرف الريال اليمني، واستمرار الانقسام على كافة المستويات.
وتابع الشعيبي، التطورات الأخيرة في البحر الأحمر وخليج عدن، والقصف الخارجي على أراضٍ يمنية، سيكون لها بالغ الأثر وسوف تزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية، من حيث ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، والسلع الغذائية، نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن البحري وتكاليف التأمين مع تراجع المساعدات الإنسانية بشكل أكبر.
وأشار الأكاديمي اليمني إلى مسار تحركات ملف التسوية السياسية وخارطة الطريق التي أعلن عنها المبعوث الأممي نهاية العام الماضي، والتي تشهد تعثرا و ربما تأخرا في الوصول إلى اتفاق في ظل المعطيات الأخيرة على أرض الواقع، حتى وإن كان أطراف الصراع في الداخل يظهرون الالتزام نوعا ما باتفاق الهدنة المعلن، إلا أن الأمر قد يخرج عن السيطرة في أي لحظة، في ظل التطورات الأخيرة.
ويكمل الشعيبي، كل تلك التداعيات تأتي في الوقت الذي يواجه فيه اليمن العديد من التحديات، مثل انهيار أسعار الصرف، وارتفاع معدلات التضخم، و اشتداد الاضطرابات الاجتماعية، واستمرار توقف الصادرات النفطية، وتراجع أداء القطاعات الاقتصادية غير النفطية، يرافقها تأخر صرف مرتبات القطاع العام المدني والعسكري في المناطق المحررة، أما في المناطق غير المحررة فإن المرتبات متوقفة منذ أكثر من سبع سنوات، وكل ذلك ترك آثارا بالغة على مختلف الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح الأكاديمي اليمني، أن كل من صنعاء وعدن فقدت القدرة على إعداد موازنات عامة للدولة، الأمر الذي أصبح من الصعب معه مواجهة التقلبات الاقتصادية من خلال العمل بأدوات السياسة المالية والنقدية، وأصبحت السلطات الحكومية عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها المالية، وقد ظهر ذلك بشكل تدريجي إلى أن وصل إلى ما هو عليه اليوم في ظل استمرار المسببات وتطورها.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني البلد العربي للعام التاسع توالياً، صراعاً مستمراً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.