وأوضح العلماء في دراستهم أنهم توصلوا لإنتاج نبات تبغ ذات محتوى نيكوتين منخفض، لكن واجهتهم مشكلات في بعض الجينات المسؤولة عن تركيب جزئي للنيكوتين، مما يعقد بشكل كبير أي بحث يتعلق بتحريرها.
وأصدر المعهد بيانا عن الدراسة وجاء فيه: "تم تنفيذ هذا العمل باستخدام ما يسمى بتحرير الجينوم المتعدد، والذي يتضمن التعديل المتزامن لعدة جينات وقد استغرق العمل في المشروع عدة سنوات"، مضيفا أنه باستخدام طريقة المقذوفات الحيوية (عندما يتم تسليم جزيئات الحمض النووي المترسبة على جزيئات الذهب الدقيقة إلى نواة الخلية باستخدام مسدس الجينات) يحصل باحثو المعهد على خطوط مستقرة وراثيا من نباتات التبغ، في كل منها عدة جينات مرتبطة بواحد من عائلات الجينات الرئيسية التي تتحكم في التمثيل الغذائي الثانوي للنبات.
ويتابع البيان: "في نفس الوقت الذي كنا نقوم فيه بعملنا، كانت مجموعات أخرى في العالم تضع لنفسها مهام مماثلة. ومع ذلك، فقد تبين أن إيقاف جينات معينة من التبغ مرتبطة بإنتاج النيكوتين يؤدي إلى آثار سلبية على نمو النبات، وفي كثير من الأحيان إلى العقم".
وفي هذا الصدد، قالت كبيرة الباحثين في معهد علم الخلايا وعلم الوراثة، صوفيا غيراسيموفا: "ترتبط الجينات بالعمليات الرئيسية للنشاط الحيوي للنبات وتأكدنا من أن النباتات المعدلة تتحول إلى خطوط غير معدلة وراثيا ذات محتوى متوارث من النيكوتين منخفض"، موضحة أن إيقاف الجينات الفردية أدى إلى نتائج مختلفة، ونتيجة لذلك تم الحصول على براءات اختراع للطريقتين الواعدتين لتقليل محتوى النيكوتين في التبغ.
وخلصت الخبيرة إلى القول: "الطريقة الأولى هي إيقاف جينات عائلة PMT، في مثل هذه النباتات، تم تقليل محتوى النيكوتين بمقدار النصف على الأقل، وكانت النباتات نفسها أكبر قليلاً من النباتات الأصلية، أما الطريقة الثانية تضمنت إيقاف جينات عائلة QPT، ما أدى إلى خفض محتوى النيكوتين بمقدار خمس مرات أو أكثر، لكن النباتات نفسها كانت أصغر بعدة مرات من عينات المراقبة ولم تتمكن عمليا من التكاثر"، مشددة على أن "هذه نتيجة مثيرة للاهتمام للغاية من وجهة نظر علمية، ولم يصفها أحد من قبل".