أفاد جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، اليوم الأربعاء، بأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، تسير بشكل صحيح وإيجابي.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الأربعاء، أن "المحادثات مثمرة وتسير في الاتجاه الصحيح"، مضيفا أنه كان هناك تقدم جيد بشأن تبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس"، وأن "اعتبار المحادثات مستمرة هو أمر إيجابي في حد ذاته".
وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان بأن اجتماعا بناء حول وضع الرهائن في قطاع غزة عقد الأحد الماضي، بمشاركة رؤساء أجهزة المخابرات الإسرائيلية والولايات المتحدة ومصر ورئيس وزراء قطر، قد انتهى في أوروبا.
وأشار مكتب نتنياهو إلى أنه "لا تزال هناك اختلافات كبيرة في مواقف الأطراف، والتي سيتم مناقشتها خلال اجتماعات إضافية، هذا الأسبوع".
ونقلت وسائل إعلام عن حركة حماس قولها، إن الحركة تسلمت المقترح الذي تم تداوله في اجتماع باريس وأنها بصدد دراسته وتقديم ردها عليه على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان الغاشم على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كليا إلى خارج القطاع.
اتفاق إطار
اعتبر حسام الدجني، الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، أن اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى الذي يتم الحديث عنه، هو اتفاق إطار بحاجة إلى تفاصيل وإجابات للكثير من التساؤلات أهمها طبيعة المراحل والترابط بينها، وهل ستؤدي بضمانات دولية وعربية لوقف شامل لإطلاق النار.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك كذلك تساؤلات مهمة حول طبيعة المساعدات التي ستدخل إلى قطاع غزة، وهل ستتحكم إسرائيل في نوعها، وبحجمها في ظل هذا الواقع الصعب الذي يعيشه السكان هناك؟.
وفيما يتعلق بتبادل الأسرى، يرى الدجني أن هناك تحدي يتعلق بالمقاومة وآخر بإسرائيل، الأول يتركز حول حرص المقاومة على ربط موضوع تبادل الجنود بوقف إطلاق النار، حتى وإن قبلت بالهدن الإنسانية التي تؤدي للإفراج عن المدنيين أو المجندات لكن على أن يبقى بعض الأوراق التي لا يمكن أن تتخلى عنها المقاومة.
أما بالنسبة لإسرائيل هناك تحدي آخر مرتبط بطبيعة التجاذب داخل الائتلاف الحكومي، بين اليمين المتطرف الذي يرفض كل شيء، ولا يريد إلا بقاء الحرب واستمرار القصف والقتل، وبين غانتس وبعض الأطراف الأخرى التي تريد للصفقة أن تمضي لاسترداد الأسرى.
ويعتقد الأكاديمي الفلسطيني أن في ظل تدخل الولايات المتحدة والضغوط الداخلية والخارجية التي تمارس عليها، من الممكن أن يحدث اختراق إذا كانت النوايا صادقة.
فجوة كبيرة
بدوره قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية أن والبنود التي طرحت في اجتماع باريس وصلت إلى توافقات أهمها، وقف إطلاق نار ما بين شهر وشهرين، والإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، ثم يفرج عن كل أسير ما بين 100 إلى 250 من الأسرى الفلسطينيين لدى السجون الإسرائيلية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك أحاديث عن ضرورة نفي بعض قادة حماس من قطاع غزة على رأسهم السنوار، لكن المقاومة ترفضه بشدة، وحديث عن أن يكون هناك تعهدات دولية وإقليمية في نهاية مدة الهدنة ليكون هناك وقف إطلاق نار دائم، ووضع القضية الفلسطينية وأطرها للحل.
وأوضح أن الصفقة لم تختمر في شكلها النهائي، بعد حيث لا يزال نتنياهو يتحدث عن ضرورة إنهاء حركة حماس وسيطرتها على القطاع، فيما تتحدث المقاومة عن وقف شامل لإطلاق النار وخروج المعدات والجنود الإسرائيلية خارج غزة.
ويرى أن الفجوة كبيرة لكن هناك توافقات حول بعض البنود، ومساع من قبل الوسطاء، لكن في النهاية هناك جنون إسرائيلي بسبب حجم الهلاك والدمار المروع الذي بدأ يطارد إسرائيل في كل مكان، إضافة إلى التدابير الاحترازية التي اتخذتها محكمة العدل الدولية.
وأوضح أن هناك مذكرة من مئات المحامين تضم 1800 ورقة مشفوعة بالكثير من المستندات والأدلة والقرائن التي تدين نتنياهو وتفضح جرائم قادة الحرب الإسرائيليين، ومن المقرر أن يتم وضعها أمام الادعاء العام لمحكمة الجنائية الدولية بضرورة توقيف واتهام المجرمين.
ويرى أن الأمر على المحك، وهناك مخاوف من تطور الصراع وانفجار المنطقة بأكملها، لا سيما في ظل الحرج الأمريكي من الرأي العام، بعد الفشل الإسرائيلي في تحقيق أي انتصار على المقاومة رغم حجم الدعم العسكري، واستخدامها أفضل الصواريخ والطائرات في العالم.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة حماس التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى".
حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميًا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 26 ألف قتيل وأكثر من 65 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل.