وبما أن الكويكبات هي في الأساس مواد متبقية من تكوين النظام الشمسي، فإن تحليل هذه العينات سيوفر نظرة ثاقبة لما كانت عليه الظروف في ذلك الوقت.
على وجه الخصوص، يهتم العلماء بتحديد كيفية وصول الجزيئات العضوية إلى جميع أنحاء النظام الشمسي بعد وقت قصير من تكوينه (منذ نحو 4.6 مليار سنة)، وربما يقدمون أدلة حول كيفية ظهور الحياة.
وقد قدمت العينات بالفعل ثروة من المعلومات، بما في ذلك أكثر من 20 حمضًا أمينيًا، وفيتامين "بي3" (النياسين)، والغبار بين النجوم.
ووفقا لدراسة حديثة أجراها فريق من علماء الأرض من جامعة توهوكو، والتي نشرت في مجلة "ساينس أليرت"، أظهرت عينات ريوجو أيضًا دليلاً على تأثيرات النيازك الدقيقة التي تركت بقعًا من الزجاج المنصهر والمعادن.
ووفقا للنتائج التي توصلوا إليها، فمن المحتمل أن هذه النيازك الدقيقة جاءت من مذنبات أخرى وتحتوي على مواد كربونية مشابهة للمادة العضوية البدائية الموجودة عادة في غبار المذنبات القديمة.
ترأس الفريق ميغومي ماتسوموتو، الأستاذ المساعد من قسم علوم الأرض في كلية الدراسات العليا للعلوم في جامعة توهوكو، وانضم إليه باحثون من قسم علوم الأرض والكواكب في جامعة كيوتو، ومركز "سي آه إس" للتميز في علوم الأرض العميقة، ومعهد علوم الفضاء والملاحة الفضائية "آي إس آه إس"، والمعهد الياباني لأبحاث الإشعاع السنكروتروني، والمعهد الياباني لأبحاث الفضاء، ووكالة استكشاف الفضاء الجوي اليابانية، ومركز جونسون الفضائي التابع لـ"ناسا".
مثل القمر وغيره من الأجسام الخالية من الهواء، لا يتمتع ريوجو بأي غلاف جوي وقائي ولا يتعرض للعوامل الجوية أو التآكل، وهذا يضمن الحفاظ بعناية على الفوهات الناجمة عن التأثيرات الماضية على سطحه (والذي يتعرض مباشرة للفضاء) على الرغم من مرور الدهور.
تولد هذه التأثيرات حرارة شديدة تترك وراءها بقعًا من الزجاج المنصهر (المعروفة أيضًا باسم "بقع الذوبان")، والتي تتصلب بسرعة في فراغ الفضاء. وتسبب هذه الاصطدامات تغييرات في تركيبة المواد السطحية للكويكب، ما يكشف معلومات حول تاريخ الاصطدامات.
بعد تحليل عينات ريوجو، وجد ماتسوموتو وزملاؤه بقعًا ذائبة يتراوح حجمها من 5 إلى 20 ميكرومترًا.
وقال ماتسوموتو في بيان صحفي صدر مؤخرًا عن جامعة توهوكو: "أظهر التصوير المقطعي الثلاثي الأبعاد والتحليلات الكيميائية أن البقع المنصهرة تتكون أساسًا من زجاج سيليكات به فراغات وشوائب صغيرة من كبريتيد الحديد الكروي".
وكشف تحليلهم عن مواد كربونية صغيرة ذات نسيج اسفنجي يدل على وجود مسام نانوية، وفراغات صغيرة ناجمة عن إطلاق بخار الماء من السيليكات المائية.
تتشابه المواد الكربونية في نسيجها مع المواد العضوية البدائية التي لوحظت في غبار المذنبات ولكنها تختلف في التركيب، حيث تفتقر إلى النيتروجين والأكسجين.