وازداد معدل الطلعات الجوية وكثافة القصف بصورة انتقامية، وفي نفس التوقيت كانت ردود "أنصار الله" بمزيد من الاستهداف للسفن التجارية والعسكرية الأمريكية والبريطانية بصورة شبه يومية، الأمر الذي دفع مراقبين للتشكيك في جدوى العمليات الجوية والصاروخية وأن أمريكا قد تعمل على التجهيز لدخول بري إلى اليمن.
فهل تغامر أمريكا بالدخول بريا إلى اليمن؟
بداية يقول العميد ثابت حسين، الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، إن الهجمات الأمريكية المكثفة في الآونة الأخيرة على مواقع "أنصار الله"، شكلت تطورا نوعيا في عمليات التحالف الدولي لمنع الهجمات والقرصنة على البحر الأحمر.
التدخل البري
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "من الصعب التكهن بأن الولايات المتحدة تمهد لتدخل بري بعد تلك الضربات كما حدث في حروب سابقة، إذ أن الوقت لا يزال مبكرا لأن الأحداث تمر بمراحل تطور حتى تصل إلى هذا السيناريو".
وتابع حسين: "حتى الآن لا تزال الضربات الأمريكية "دفاعية" كما أعلنت واشنطن مرارا وتكرارا، بأن هدفها هو منع إطلاق الصواريخ والمسيرات من جانب "أنصار الله" باتجاه البحر الأحمر وخليج عدن".
وأشار الخبير العسكري، إلى أن وضع "أنصار الله" بعد تلك الضربات الأمريكية البريطانية أصبح أصعب سواء كان على المستوى العسكري أم على المستوى السياسي والدبلوماسي.
تحريك الجبهات
وحول ما إذا كانت تلك الضربات الأمريكية ستتوقف قريبا يقول الخبير العسكري: في اعتقادي أن الضربات سوف تتوقف إذا أوقفت "أنصار الله" هجماتها في البحر الأحمر، وهنا ستكون واشنطن قد حققت هدفها المعلن، لأنها لا تريد القضاء على "أنصار الله" أو إضعافهم بشكل كبير.
وقال حسين: "إذا واصل "أنصار الله" استفزازاتهم، فستكون الضربات الأمريكية والغربية أقوى وأكثر تدميرا على قدراتهم العسكرية، وقد تدعم الولايات المتحدة تحرك الجبهات المجمدة ضدهم مثل "الحكومة الشرعية" وخاصة باتجاه الحديدة".
الحرب لم تتوقف
من جانبه يقول عبد العزيز قاسم، القيادي في الحراك الجنوبي، أن الحرب في اليمن لم تتوقف، لكن وتيرتها قد هدأت في بعض المناطق عن الوضع السابق، وعودة التصعيد في شبوة ومأرب من جانب "أنصار الله" هدفها الرئيسي منابع النفط ولقربها من البحر العربي.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": تلك التطورات العسكرية قد تكون مرتبطة بالأوضاع في المنطقة بشكل عام وتحمل رسالة في نفس الوقت لأطراف يمنية وإقليمية ودولية، لأن السيطرة على تلك المناطق ستمكن "أنصار الله" من تنفيذ عملياتهم في البحر الأحمر.
وتابع قاسم، أن الحرب الآن تدور على المدن والمناطق الساحلية وباب المندب ومنابع النفط. والسيطرة على البحر سيجعل أي طرف أكثر قوة، لأن غالبية الشركات الفرنسية والأمريكية وغيرها متواجدة في حضرموت وشبوة وكذلك مأرب.
تشتيت الجهود
وحول ما إذا كانت عمليات التصعيد في الجبهات تقف ورائها قوى دولية لتأجيج الأوضاع الداخلية من جديد في اليمن ردا على استهداف "أنصار الله" للسفن في البحر الأحمر يقول القيادي الجنوبي: "التصعيد في شبوة ومأرب لا يمكن اعتباره في هذا التوقيت أمرا عاديا، بل هو مرتبط بالحروب الدائرة في المنطقة وهو جزء منها، ويهدف "أنصار الله" من خلاله إلى تشتيت الجهود الدولية التي تقوم بشن ضربات عليهم تزامنا مع الحرب الدائرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وأشار قاسم إلى أن هناك "هوة" بين التحالف العربي والقوى اليمنية الموالية له في هذا التوقيت، وتلك الخلافات بين التحالف والشرعية لها حسابات لدى التحالف العربي والمجتمع الدولي، لذا فإن الجهود مشتتة في هذا التوقيت، ولا استبعد أن تكون هناك ضغوطا خارجية على الشرعية لمواجهة "أنصار الله".
حرب مفتوحة
في المقابل يقول علي القحوم، عضو المكتب السياسي لـ"أنصار الله" إن الغارات الجوية الأمريكية البريطانية على العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية الأخرى، هي "عدوان مستمر ولم يتوقف وحرب مفتوحة، وعليهم تحمل الضربات والردود اليمنية وهي قائمة وكانت وستكون ولن تتأخر، واليد قابضة على الزناد وبنك الأهداف يتم تنفيذه بشكل سريع ولا تأخير فيه".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "اليمن له اليد الطولى ولديه من القدرات والصناعات العسكرية والدفاعية المتطورة ما يمكنه من الدفاع عن سيادة واستقلال وحماية أراضيه وله من البأس الشديد الذي يألم الأعداء والمحتلين ويجعلهم في حالة من التخبط والفشل وأن يحسبوا ألف حساب لكل خطواتهم".
موقف ثابت
وأشار القحوم، إلى أن "القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية والأمنية والإجماع الوطني في اليمن، معادلة ثابتة لن تتغير مطلقا، وهي متلازمة مع تغير موازين القوى وقواعد الاشتباك".
وتابع عضو المكتب السياسي: "سوف يستمر اليمن في نصرة فلسطين وغزة مهما كان ومهما يكن، حتى وقف العدوان الإسرائيلي الأمريكي البريطاني ورفع الحصار عنها، علاوة على كسر الغطرسة والغرور الأمريكي، والأيام والساعات مليئة بالمفاجآت والقادم أعظم وعلى الباغي تدور الدوائر.
وجددت مقاتلات أمريكية وبريطانية، اليوم الاثنين، قصف مواقع تابعة لجماعة "أنصار الله" اليمنية، في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن.
وقال مسؤول في السلطة المحلية في المحافظة، لوكالة "سبوتنيك"، إن "المقاتلات الأمريكية والبريطانية قصفت بثلاث غارات موقعاً لجماعة "أنصار الله" في منطقة الكثيب في مديرية الميناء شمال مدينة الحديدة".
وأضاف أن القصف الجوي على الموقع القريب من القاعدة والكلية البحرية في منطقة الكثيب المطلة على ميناء الحديدة، أوقع أكثر من 5 جرحى.
وتأتي الغارات الجوية على الحديدة بعد ساعات من تنفيذ مقاتلات أمريكية وبريطانية، 11 غارة على مواقع عسكرية للجماعة في منطقة رأس عيسى في مديرية الصلَّيف شمال مدينة الحديدة، ومديرية الزيِّدية شمال شرقي الحديدة، في حين استهدفت 4 غارات أخرى معسكراً للجماعة شرق مدينة صعدة معقل الجماعة شمال غربي اليمن، حسب ما أفادت مصادر لـ"سبوتنيك".
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت "أنصار الله" رصدها نحو 300 غارة أمريكية وبريطانية على مناطق سيطرة الجماعة، منذ بدء واشنطن ولندن في 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، تنفيذ هجوم واسع على مواقع "أنصار الله" في مدن يمنية عدة، على خلفية هجمات الجماعة في البحرين الأحمر والعربي.
وتصاعد التوتر جنوبي البحر الأحمر، بعدما أعلنت "أنصار الله" اليمنية، استهداف سفن تقول إن لها صلة بإسرائيل أو متجهة إليها أو قادمة منها، ردًا على الحرب الدائرة في قطاع غزة.
ومنذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تبنت "أنصار الله" استهداف 21 سفينة في البحر الأحمر وباب المندب، بالصواريخ والطائرات المُسيرة، خلال تنفيذ قرارها بمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ إسرائيل من المرور في البحرين الأحمر والعربي، رداً على عمليات الجيش الاسرائيلي ضد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
12 نوعا من الصواريخ المضادة للسفن تستخدمها "أنصار الله"
© Sputnik