وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، يوم أمس الثلاثاء، أنه "من واجب السودان الآن أن يكون لديه علاقات متوازنة مع كل الدول في العالمين الإسلامي والعربي، وكذلك مع المجتمع الدولي خاصة وأن السودان الآن ليس له مصلحة في معاداة أي دولة من الدول، وأن لا تكون له علاقة مع أي دولة على حساب الدولة الأخرى، وإنما لرعاية مصالح السودان".
وأشار عبد العاطي إلى أن "السودان عندما ينشأ علاقات مع كافة الدول وتكون هذه العلاقات متوازنة دون أن تكون ذات ضرر للسودان أو لا تضر أي من الدول، فإن ذلك سوف يسهم بالتأكيد في وجود السودان في المجتمع الإقليمي والمجتمع الإسلامي والدولي في آن واحد، وفي هذا الوقت بالذات الذي تضرب فيه الحرب البلاد وخاصة العاصمة الخرطوم".
وتابع عبد العاطي: "العلاقات التي تقيمها الخرطوم يجب أن تكون مدخلا لكي ينال السودان التعاطف والتأييد من قبل دول الإقليم، وذلك حفاظا على الأمن والسلم والأمن الإقليمي العربي والإسلامي في آن واحد، نظرا لما تمثله مليشيات الدعم السريع من تهديد للأمن والاستقرار في عموم البلاد وفي عموم المنطقة العربية والإسلامية".
وأكد السياسي السوداني، بالقول: "عندما تكون هناك علاقات ودية بين السودان وبين محيطه العربي والإقليمي، فإن ذلك يساعد في أن يكون للسودان دور كبير جدا في إقرار السلم والأمن، خاصة أن السودان له ثقل في العالم العربي والعالم الإسلامي".
ولفت عبد العاطي إلى أن "الميليشيا التي تحارب داخل السودان، منذ أبريل (نيسان الماضي)، لها خطورتها، ولذا فإن إعادة العلاقات من جانب السودان مع إيران، وزيارة وزير الخارجية لطهران، تأتي من هذا المنطلق".
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقاء مع نظيره السوداني، علي الصادق، أن "إعادة فتح سفارات بلديهما تعد خطوة مهمة في تطوير التعاون المشترك بين البلدين".
وجاءت تصريحات عبد اللهيان، خلال زيارة الصادق إلى طهران، لإجراء محادثات رفيعة المستوى، تعد الأولى منذ إعلان السودان، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن استعادة العلاقات مع إيران، وفقا لوكالة أنباء "إرنا" الإيرانية.
وقال وزير الخارجية الإيراني، لنظيره السوداني، خلال اجتماعهما أول أمس الاثنين، إن "وجود الوفد السوداني في طهران، يظهر الإرادة الجادة لدى كبار المسؤولين السودانيين، لتعزيز وتطوير العلاقات مع إيران"، وأضاف أن بلاده ملتزمة أيضا بتطوير العلاقات مع السودان، بحسب قوله.
ونوه عبد اللهيان، كذلك بتوفر الطاقات والتجارب القيمة في المجالات الصناعية والخدمات الهندسية والتقنية الحديثة والصحية والعلاجية لدى إيران، وكذلك استعدادها لنقل هذه التجارب بهدف توسيع وتطوير السودان.
ومن ناحيته، أعرب وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، عن أسفه لانقطاع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والخرطوم، في عام 2016، وأعرب عن رغبة بلاده الجادة في استعادة العلاقات الثنائية وتوسيعها.
وأعلنت الحكومة السودانية، في أكتوبر 2023، استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران، منهيةً بذلك قطيعة دبلوماسية بين البلدين استمرت نحو 7 سنوات.
بعد استئنافها... محطات العلاقات بين إيران والسودان
© Sputnik