فلسطيني يستعين بدراجة هوائية ليحيك ملابس للنازحين من تدوير الأقمشة المهترئة... صور وفيديو

استطاع النازح آدم دولة، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تحويل عجلة دراجة هوائية إلى محرك يدوي، يساهم في تشغيل آلة الخياطة التي يعمل عليها على أرصفة سوق مدينة رفح، وذلك لتوفير ملابس للنازحين صالحة للاستخدام من خلال عملية تدوير الملابس المهترئة.
Sputnik
وأصبح تشغيل الماكينات أمراً صعباً للغاية، بسبب انقطاع الكهرباء والوقود منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكن مهنة الخياطة المهمة والتي يحتاج اليها الناس دوماً، دفعت آدم وعددا من الخياطين الى استخدام الدراجة الهوائية بدلا من المحرك.

يقول آدم لوكالة "سبوتنيك":" نحن نعمل في تصليح الملابس، والناس هنا ظروفها صعبة للغاية، واحتياجاتها كثيرة، ومن لا شيء نصنع شيئا، فقد استطعت تحويل البطانيات التي وزعت على النازحين، الى بجامات، وكنزات".

فلسطيني يستعين بدراجة هوائية ليحيك ملابس للنازحين من تدوير الأقمشة المهترئة
وأضاف آدم: "هذه الفكرة في العمل بواسطة الدراجة الهوائية، جاءتني عن طريق ماكينة الرِجل القديمة، التي كان أجدادنا يستخدمونها، وهي آلة متحركة بواسطة القدم دون كهرباء، وقمت باستبدال هذه الماكينة بدراجة هوائية، مضاف لها قشاط لسيارة، وقمنا بعمل تجربة على العمل بهذه الطريقة، وكانت ناجحة، وبدأت في رفح بماكينة واحدة، ولكن احتياجات الناس الكبيرة، جعلتني احضر ماكينة أخرى".
فلسطيني يستعين بدراجة هوائية ليحيك ملابس للنازحين من تدوير الأقمشة المهترئة
ومع ارتفاع أسعار البضائع والملابس في الأسواق بشكل كبير، ومع اشتداد برودة الجو، لجأ المواطنون والنازحون في رفح نحو تدوير الملابس المهترئة، ويقول دولة لـ "سبوتنيك": "أصبح الناس يتوجهون الى البالة، بسبب غلاء الأسعار عما سبق قرابة ثلاثة أضعاف، ويحضرون ملابس مثقوبة ومهترئة، ونعمل على إصلاحها، لكن إذا كانت ثقوبه كبيرة، فنقوم بتفصيلها كلباس داخلي".
فلسطيني يستعين بدراجة هوائية ليحيك ملابس للنازحين من تدوير الأقمشة المهترئة
ومن أبرز الصعوبات التي تواجه آدم، استمرار حركة الدراجة الهوائية، والتي تحتاج الى أيدٍ تحركها باستمرار، وهذا العمل متعب على أطفال صغار، حيث يقوم بهذه المهمة أطفال نازحون يضطرون للعمل، وبجهد يقوم طفل بلف عجلات الدراجة الهوائية لتحريك الماكينة، وتستمر هذه العملية على مدار اليوم
ويوضح آدم: "العمل بهذه الطريقة مجهد ومتعب، والأولاد عادة لا يعودون للعمل مرة أخرى، وأتمنى أن يتم توفير طاقة شمسية أو ماكينات إلكترونية في هذا المكان، حتى نستطيع أن نخدم الناس".
وأشار آدم إلى أن " هناك أيضاً نقصا كبيرا في خيوط الماكينة، وبعض الأدوات المستخدمة في العمل باتت شبه مفقودة من الأسواق".
فلسطيني يستعين بدراجة هوائية ليحيك ملابس للنازحين من تدوير الأقمشة المهترئة
ويسعى آدم الى الاستمرار في عمله لتوفير ملابس بأسعار زهيدة، حتى لو أضطر الى الانتقال الى العمل بجانب خيام النازحين.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميًا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر، ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، أسفرت عن وقوع أكثر من 27 ألف قتيل ونحو 67 ألف مصاب بين سكان القطاع.
مناقشة