وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، أثارت ضجة واسعة في الغرب حتى قبل عرضها، وتم من خلالها مناقشة عدو قضايا محلية ودولية.
ووجّه الصحفي الأمريكي سؤالا للرئيس الروسي حول عرض سابق لانضمام روسيا إلى حلف شمال الأطلسي.
تاكر: هل كنتم جادين بطلب انضمام روسيا لحلف شمال الأطلسي؟
في اجتماع هنا في الكرملين مع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، هنا في الغرفة المجاورة، سألته:"هل تعتقد إذا طلبت روسيا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، هل تعتقد أنه سيحدث؟ "فجأة قال إنه أمر مثير للاهتمام". أظن ذلك. لكن في المساء، عندما التقينا لتناول العشاء ، قال: "لقد تحدثت إلى فريقي، لا، هذا غير ممكن الآن". يمكنك أن تسأله. أعتقد أنه سيشاهد مقابلتنا، سيؤكد ذلك.
كارلسون: وإذا قال نعم، هل ستنضم روسيا إلى حلف شمال الأطلسي؟
لو قال "نعم"، لبدأت عملية التقارب، وكان من الممكن أن يحدث هذا في نهاية المطاف لو رأينا الرغبة الصادقة لدى الشركاء للقيام بذلك.
كارلسون: ما هي الدوافع لذلك؟ أشعر أنك تشعر بالمرارة حيال هذا، لماذا تعتقد أن الغرب رفضك كثيرًا إذن؟ ومن أين يأتي هذا العداء؟ لماذا لم تتحسن العلاقة؟ وما هي الدوافع لذلك من وجهة نظرك؟
قلت إنني أشعر بالمرارة إزاء الإجابة. لا، هذه ليست مرارة، هذه مجرد حقيقة. نحن لسنا العروس والعريس، المرارة والاستياء ليست هي المواد التي تحدث في مثل هذه الحالات. لقد أدركنا للتو أنهم لم يكونوا ينتظروننا هناك، هذا كل شيء، ووعرضت عليهم "دعونا نبني العلاقات بشكل مختلف، دعونا نبحث عن أرضية مشتركة"، ولماذا تلقينا مثل هذا الرد السلبي، بإمكانك أن تسأل قادتك.
وتابع بوتين: ومع ذلك، حاولنا بناء العلاقات بطرق مختلفة. على سبيل المثال، كانت هناك أحداث في الشرق الأوسط، في العراق، قمنا ببناء علاقات مع الدول بلطف شديد.
وأضاف بوتين: "لقد أثرت مراراً وتكراراً مسألة مفادها أنه لا ينبغي للولايات المتحدة الأمريكية أن تدعم القضايا الانفصالية أو الإرهاب في شمال القوقاز. لكنهم استمروا في القيام بذلك على أي حال من خلال الدعم السياسي والدعم المعلوماتي والدعم المالي وحتى الدعم العسكري الذي جاء من الولايات المتحدة الامريكية وتوابعها فيما يتعلق بالجماعات الإرهابية في القوقاز".
طلبت من مدير "جهاز الاستخبارات الروسية"، أن يكتب لوكالة المخابرات المركزية، هل هناك نتيجة للمحادثة مع الرئيس؟ كتبنا مرة ومرتين ثم تلقينا الرد. لدينا الجواب في الأرشيف. وجاء الجواب من وكالة المخابرات المركزية: لقد عملنا مع المعارضة في روسيا، ونعتقد أن هذا صحيح وسنواصل العمل مع المعارضة. مضحك. نعم. لقد أدركنا أنه لن تكون هناك محادثة.
كارلسون: معارضة لك؟
بالطبع، في هذه الحالة كنا نقصد الانفصاليين، الإرهابيين الذين قاتلوا معنا في القوقاز. هذا ما كنا نتحدث عنه. وسموها معارضة.
بوتين: وفي نقطة غاية في الأهمية، هي لحظة إنشاء نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي. لقد أمضينا وقتا طويلا في محاولة إقناع الولايات المتحدة بعدم القيام بذلك. وبعد أن دعاني بوش الأب، والد بوش الابن، لزيارته على المحيط، جرت هناك محادثة جادة للغاية مع الرئيس بوش وفريقه. لقد اقترحت أن تقوم الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا بشكل مشترك بإنشاء نظام دفاع صاروخي، والذي نعتقد أنه تم إنشاؤه من جانب واحد يهدد أمننا، على الرغم من حقيقة أن الولايات المتحدة صرحت رسميًا أنه يتم إنشاؤه ضد التهديدات الصاروخية من إيران. وكان هذا أيضًا مبررًا لإنشاء نظام الدفاع الصاروخي. اقترحت أن يعمل الثلاثة معًا (روسيا والولايات المتحدة وأوروبا). قالوا أنه كان مثيرا للاهتمام للغاية. سألوني: هل أنت جاد؟ قلت بالتأكيد.
كارلسون: إذن، لقد وصفت مرتين كيف اتخذ الرؤساء الأمريكيون بعض القرارات، ثم قام فريقهم بإخراج هذه القرارات عن مسارها، هل هذه صحيح؟
هذا صحيح. في النهاية تم إرسالنا بعيدًا. لن أخبرك بالتفاصيل، لأنني أعتقد أنها غير صحيحة، ففي النهاية كانت محادثة سرية. لكن الحقيقة هي أن اقتراحنا قد تم رفضه.
بوتين: بعد ذلك قلت لهم أننا سنضطر إلى الانخراط في إجراءات انتقامية. سنقوم بإنشاء أنظمة هجومية ستتغلب بالتأكيد على نظام الدفاع الصاروخي. وكان الجواب كما يلي: نحن لا نفعل ذلك ضدكم، وأنتم تفعلون ما تريدون، على أساس ليس معاديا لأمريكا. وقد أنشأنا أنظمة تفوق سرعتها سرعة الصوت، ذات مدى عابر للقارات، ونواصل تطويرها. نحن الآن متقدمون على الجميع في إنشاء أنظمة الضربات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ويتم تحسينها كل يوم.
الآن حول توسع الناتو إلى الشرق. حسنا، لقد وعدنا: لن يكون هناك حلف شمال الأطلسي إلى الشرق، شبر واحد إلى الشرق، كما قيل لنا. و في قمة بوخارست، أعلن أن أبواب الناتو كانت مفتوحة لأوكرانيا وجورجيا في ذلك الوقت.
وتابع بوتين: وصل فيكتور يانوكوفيتش إلى السلطة في أوكرانيا، وكيف فاز لأول مرة بعد الرئيس كوتشما - لقد نظموا جولة ثالثة، وهو أمر غير منصوص عليه في دستور أوكرانيا. هذا انقلاب. تخيل أن شخصًا ما لم يعجبه في الولايات المتحدة. بعد الرئيس كوتشما، فاز فيكتور يانوكوفيتش في الانتخابات. لكن خصومه لم يعترفوا بهذا النصر، فدعمت الولايات المتحدة المعارضة وحددت موعداً لجولة ثالثة. ما هذا؟ هذا انقلاب. دعمته الولايات المتحدة، وجاء إلى السلطة نتيجة الجولة الثالثة. تخيل أنه في الولايات المتحدة لم يعجب شخص ما. فقد نظموا جولة ثالثة، وهو أمر غير منصوص عليه في دستور الولايات المتحدة. ومع ذلك، فقد فعلوا ذلك هناك (في أوكرانيا). حسنًا، وصل فيكتور يوشينكو إلى السلطة، والذي كان يُعتبر سياسيًا مواليًا للغرب. حسنًا، لكننا أيضًا أنشأنا علاقات معه، فقد ذهب إلى موسكو في زيارات، وذهبنا إلى كييف، وذهبت أنا. التقينا في إطار غير رسمي. وبعد أن قاد البلاد، ساء الوضع، ووصل فيكتور يانوكوفيتش أخيرًا إلى السلطة. ربما لم يكن أفضل رئيس وأفضل سياسي - لا أعرف، لا أريد إصدار أحكام - لكن مسألة الارتباط بالاتحاد الأوروبي نشأت. وكان على أوكرانيا، وفقًا لهذه الرابطة، أن تفتح حدودها مع أوروبا - و كل شيء سوف يتدفق إلى سوقنا.