وأشارت في التقرير، إلى أنه "في غضون 100 يوم فقط، قُتل أكثر من شخص واحد من بين كل 100 شخص في غزة، وهو معدل يتجاوز أي صراع مسلح آخر في القرن الحادي والعشرين، وأغلب هذه الوفيات من النساء والأطفال".
وناشد تقرير "الإسكوا" الذي يحمل عنوان "الحرب على غزة: أكثر 100 يوم دموية في القرن الـ21"، للحاجة الملحة إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية ووقف إطلاق النار، وتجديد الالتزام بحل سلام مستدام يستند إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي.
وجاء في التقرير: "لقد قُتل طفل واحد من بين كل 85 طفلاً في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو أعلى معدل مقارنة بالصراعات الكبرى الأخيرة".
وحثت الأمينة التنفيذية لـ"الإسكوا"، رولا دشتي، على أن يتوقف هذا الأمر الآن، وشددت على أن "الأطفال الناجين سيتحملون تأثير الحرب الحالية لعقود قادمة، والتي ستتفاقم بسبب النزوح وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية ومحدودية الوصول إلى الخدمات التعليمية والصحية وغيرها من الخدمات الأساسية".
وأدت الحرب إلى نزوح 1.9 مليون شخص داخليا، وتدمير أكثر من 60% من الوحدات السكنية في غزة، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومراكز الرعاية الصحية، وتتصارع غزة في الوقت الحالي مع أزمة إنسانية لا مثيل لها، لها آثار مدمرة يتردد صداها عبر النسيج الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي للبلد بأكمله، وفقا لدشتي.
وأكدت أن "عواقب الحرب لن تشكل تهديدا مباشرا فحسب، وإنما ستزيد أيضا من خطر العنف في المستقبل، وحتى في حالة وقف إطلاق النار لفترة طويلة، فإن العودة إلى الوضع الراهن قبل 7 أكتوبر 2023 ستخلق خطرا كبيرا لوقوع أعمال عنف في المستقبل".
وختمت رولا دشتي التقرير، قائلة إن "التأثير غير المسبوق للحرب الحالية على غزة يتطلب تحولا تحويليا في معالجة الاحتياجات الفورية المتزايدة، وإعادة تقييم التحديات النظامية طويلة المدى لجهود الإغاثة، ومواجهة الأسباب الجذرية للصراع".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميًا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر، ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، أسفرت عن وقوع أكثر من 27 ألف قتيل وأكثرمن 66 ألف مصاب بين سكان القطاع.