وزير فلسطيني لـ"سبوتنيك": اقتحام إسرائيل لمدينة رفح إبادة جماعية بحق مليون و700 ألف فلسطيني

وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، الدكتور أحمد مجدلاني
قال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، الدكتور أحمد مجدلاني، اليوم السبت، إن "حديث نتنياهو بشأن اقتحام مدينة رفح غير مستغربا، وليس جديدا على إسرائيل الدولة القائمة بالاحتلال أن تتحدى إرادة المجتمع الدولي".
Sputnik
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "إسرائيل طيلة السنوات السابقة ومنذ احتلالها لفلسطين عام 1948 وحتى الآن، وهي تتحدى القوانين والشرعية الدولية وإرادة المجتمع الدولي".
وتابع: "اليوم نتنياهو يصدر تعليماته للجيش بالعدوان على مدينة لا يتجاوز مساحتها 55 كيلو متر مربع، ويقطن فيها حوالي مليون و700 ألف فلسطيني، منهم مليون و400 ألف نازح و300 ألف من مواطني المحافظة، أي أن كل كيلو متر هناك 27 ألف مواطن يعيشون على هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة".
وأوضح أن "أي محاولة إسرائيلية لاجتياح محافظة رفح قد تؤدي إلى مذابح وحرب إبادة جماعية حقيقية للشعب الفلسطيني في غزة، في ادعاء نتنياهو بأن اجتياح رفح استكمال للعملية العسكرية الهادفة إلى تقويض وتدمير قوة حماس العسكرية، ويدّعي أن هناك 4 كتائب لحركة "حماس" في المدينة، وأنه لا يمكنه إلا أن يواصل العمليات العسكرية حتى تحقيق هذا الإنجاز العسكري، وفي سياق ذلك التوصل إلى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية".
نتنياهو يطلب تعبئة الاحتياط للقيام بعملية عسكرية في رفح
وقال إن "نتنياهو ليس فقط تجاوز كل الخطوط الحمراء في تحديه لإرادة المجتمع الدولي، لكنه لم يكن ليفعل ذلك لولا الغطاء السياسي والدبلوماسي والدعم العسكري واللوجيستي والمالي الذي تقدمه له أمريكا".
وبيّن أنه "رغم التباين في العديد من المواقف ما بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو وحكومته، إلا أن التزام أمريكا بدعم إسرائيل باعتبارها كيانا وظيفيا يخدم مصالحها في المنطقة التزاما قائما".
ومضى قائلا: "أمريكا الآن هي في عام انتخابي، وبالتالي الحسابات الانتخابية ودور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وانحيازه لأحد المرشحين يعتبر أمرا حاسما في حسم الصراع الانتخابي على الرئاسة الأمريكية".
وأوضح أن "المجتمع الدولي عليه تقرير ما لم تقم به الدول التي تحالفت مع أمريكا وانحازت لها في مواقفها، ومطلوب من هذه الدول التي لم تستطع أن تتخذ موقفا مؤثرا وضاغطا يلزم حكومة إسرائيل بوقف عدوانها أن تتخذ من الإجراءات المناسبة عبر توقيع العقوبات على إسرائيل ما يمنعها من استمرار عدوانها"، مؤكدا أن "إسرائيل لا يمكنها التراجع سوى بسلاح العقوبات والعزل والمقاطعة الدولية".
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الجمعة، أن رئيس الوزراء أمر الجيش ووزارة الدفاع بإعداد خطة لإجلاء المدنيين من مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث يقدر الجيش أن أربع كتائب أخرى تابعة لحركة "حماس" لا تزال باقية هناك.
وأشار المكتب إلى أنه من المستحيل تحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة دون القضاء على ما تبقى من "حماس".
وأضاف مكتب نتنياهو أيضا أن "العملية الواسعة النطاق في رفح تتطلب إجلاء المدنيين من منطقة القتال، ولهذا السبب أصدر رئيس الوزراء تعليماته إلى جيش الدفاع الإسرائيلي والهياكل الدفاعية بأن يقدموا إلى مجلس الوزراء خطة مزدوجة لإجلاء السكان والقضاء على الكتائب".
السعودية تحذر من التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام إسرائيل مدينة رفح في قطاع غزة
وقالت الرئاسة الفلسطينية، إنها ترفض وتستنكر وتدين بشدة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن خطط مواصلة العدوان الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة، وإخلاء المواطنين الفلسطينيين منها.
واعتبرت في بيان لها، أن "تصريحات نتنياهو تشكل تهديدا حقيقيا، ومقدمة خطيرة لتنفيذ السياسة الإسرائيلية المرفوضة، التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، وفقا لوكالة أنباء "وفا" الفلسطينية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة "حماس" الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر، ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، أسفرت عن وقوع أكثر من 27 ألف قتيل وأكثرمن 66 ألف مصاب بين سكان القطاع.
مناقشة